مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا
مع تصاعد نُذر مواجهة عسكرية محتملة بين الصين والولايات المتحدة، وتوقعات بأن كفة بكين راجحة في الاستعداد لأي حرب مفاجئة، يرى تقرير لمجلة "فورين بوليسي" أن أفضل خيار أمريكي سيكون "نهج الاستنزاف الذكي".
ويقوم هذا النهج على تكييف استراتيجية البنتاغون للردع بالمنع، بالتركيز على صد أي غزو صيني لتايوان دون التسبب بالضرورة في تصعيد عمودي.
ويتجنّب هذا النهج عمداً شن ضربات واسعة النطاق على أصول القيادة والتحكم التي قد تكون مرتبطة بالردع النووي الصيني، إدراكاً منه أن بكين قد تعتبر مثل هذه الهجمات تهديدات وجودية لبقاء نظام الحزب الشيوعي.
كما تُقرّ هذه الاستراتيجية المُعدّلة بأنّ الحرب الحديثة بين القوى العظمى ستتّسم على الأرجح بالاستنزاف التقليدي، وتُعطي الأولوية للاستثمار في أنظمة الأسلحة التي تُوفّر قوة نيران أكبر في القتال المُتقارب، من توسيع إنتاج الطوربيدات للحرب البحرية، وأنظمة مُسيّرة قصيرة المدى تعمل على نطاق واسع، وأنظمة دفاع جوي وصاروخي متوسطة إلى طويلة المدى متمركزة لصد قوات الغزو.
ووفق "فورين بوليسي"، فإن هذا النهج لا يعني التخلي كلياً عن قدرات الضربات العميقة الحالية، بل العودة إلى دورها الأصلي كأدوات لتشكيل ساحة المعركة، لا كطريق مختصر حاسم للنصر أو الهزيمة، مشيرة إلى أن هذا يعني التسليم بأن التفوق التكنولوجي وحده لا يضمن نجاحاً سريعاً ضد منافس ذي شأن.
وتستدرك المجلة أنه قد لا يكون تبني نهج استنزافي ذكي ممكناً، نظراً لاستمرار عجز الولايات المتحدة عن تخصيص الموارد اللازمة، والذي ينبع بدوره من غياب الإجماع السياسي والاجتماعي حول ضرورة مواجهة الصين عسكريًا بشأن تايوان في المقام الأول.
كما لا تُمثل خسارة ما بين نصف وثلثي أصول القوات الجوية والبحرية الأمريكية، ناهيك عن آلاف العسكريين، من أجل الحفاظ على استقلال تايوان، كما تُروج بعض المناورات الحربية، أفضل استراتيجية طويلة المدى لقوة عالمية كالولايات المتحدة.
وتذهب إلى أن أساس أي استراتيجية "هو حوار صادق حول ما يرغب الأمريكيون في التضحية به من أجل استقلال تايوان"، وكما يشير المؤرخ العسكري مايكل هوارد، فإن الغرب "يبحر في ضباب السلام"، فكلما ابتعدت المسافة عن آخر حرب بين القوى العظمى، زاد احتمال وقوع خطأ كارثي.
كما تشدد على أنه إذا اختارت الولايات المتحدة الدفاع عن تايوان، فعليها بناء القدرة الصناعية اللازمة لصراع طويل الأمد، وتبنّي مفاهيم عملياتية تقلل من مخاطر التصعيد، وإطلاع الشعب الأمريكي بصراحة على تكلفة هذه الحرب وأسباب خوضها.
وتعتقد "فورين بوليسي" أن ما لا يمكن للجيش الأمريكي فعله، هو الاستمرار في الإبحار عبر ضباب السلام، والتظاهر بأن التفوق التكنولوجي يضمن نجاحاً سريعاً، وأن مخاطر التصعيد قابلة للإدارة، وأن حقائق الحرب ستتوافق مع افتراضات السلام.
ويواجه المخططون العسكريون الأمريكيون معضلة مستحيلة، فبمواصلتهم التركيز على نوع الحرب التي لطالما خططوا لها، بحملة عسكرية سريعة وحاسمة لشلّ القوات الصينية وقيادتها، فإنهم يزيدون من خطر ألا ترى تلك القيادة مخرجاً سوى التصعيد. في الوقت نفسه، تُصعّب قيود الموارد نجاح هذه الخطط الحربية الأمريكية من الأساس.