الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

من الهدوء إلى المواجهة.. تقلبات ترامب والصين تُنذر بصراع مفتوح

ترامب وشيالمصدر: نيويورك تايمز

تُنذر عودة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة بصراع يتجاوز الاقتصاد، فبعد الانفراج المؤقت في العلاقات، بات "سوء الفهم" يتسع بين القوتين العظميين في العالم، مع مخاوف من أن تمتدّ الأعمال العدائية الجديدة إلى ما هو أبعد من التجارة.

وتُظهِر القيود التجارية التي فرضتها بكين وتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية، مدى سرعة تحول الهدوء إلى مواجهة يرى فيها بأنهما يتمتعان بالأفضلية، وأن الجانب الآخر بالغ في لعب أوراقه، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وقال ترامب إنه فوجئ بالضوابط الجديدة التي فرضتها الصين على المعادن الأرضية النادرة والمنتجات المصنوعة منها، والتي أُعلن عنها في وقت سابق من هذا الأسبوع، وسط ما وصفه بعلاقة "جيدة جدًّا" في الأشهر الأخيرة. فيما أصرّ المعلقون الصينيون على أن بكين لا ترد إلا على هجمات جديدة من الولايات المتحدة، وأن واشنطن هي "المُستفزة".

وإذا لم يتراجع أيّ من الجانبين، فمن شبه المؤكد أن تمتدّ الأعمال العدائية الجديدة إلى ما هو أبعد من التجارة، كما قد تؤثر أيضًا في مجالات أخرى كان البلدان يأملان في تحقيق تقدم فيها في علاقتهما، مثل الاتصالات العسكرية وإدارة الذكاء الاصطناعي.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الصيني مع زعيم أفريقي

خبراء: الصين تكرّس نفوذاً اقتصادياً وعسكرياً بالساحل الإفريقي "متحديةً" واشنطن

 ويأتي التصعيد "المفاجئ" بين بكين وواشنطن بعد أربع جولات من المفاوضات التجارية التي عقدت منذ مايو/ أيار الماضي، في جنيف ولندن وستوكهولم ومدريد، واتسمت بشيء من الإيجابية إلى حد أن ترامب كان يتوقع أيضًا لقاء الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في كوريا الجنوبية هذا الشهر، لكنه قال يوم الجمعة: "يبدو الآن أنه لا يوجد سبب للقيام بذلك".

جرأة وضعف

وبينما تعتبر الأوساط السياسية في بكين أن الضوابط على المعادن النادرة، ما هي إلا رد فعل على الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد الصين، بما في ذلك توسيع قائمة الشركات الصينية التي تُقيّد صادراتها، إلا أن مراقبين يرون أن الأمر يتجه نحو "تصعيد دراماتيكي".

وترجّح صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ جرأة الصين ربما جاءت من تقييمٍ مفاده أن ترامب في موقف ضعيف، فقد أبدى مفاوضوه التجاريون استعدادهم في وقت سابق من هذا الصيف للتوصل إلى تسوياتٍ بشأن الرسوم الجمركية، كما أعرب الرئيس الأمريكي عن رغبته في زيارة بكين.

ويزيد من العبء في الجانب الأمريكي، ما تشهده السياسة الداخلية في البلاد من حالة من الاضطراب، مع إغلاق الحكومة. ورغم وعود الولايات المتحدة بالتخلي عن اعتمادها على الصين في الحصول على المعادن الأرضية النادرة، فإن هذا الاحتمال لا يزال بعيد المنال.

في المقابل، تشعر الصين بقوة أكبر بعد العرض العسكري واسع النطاق الذي أقامته الشهر الماضي، والذي استعرضت فيه أسلحة جديدة متقدمة، وأكدت من جديد علاقاتها مع روسيا وكوريا الشمالية.

ويعتقد وانغ ييوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الشعب في بكين، أن الصين على الأرجح كانت تعلم أن ترامب سيرد بقوة، ولم تستهن به، مستدركًا أن هناك مجالات عدة تتمتع فيها الصين بالتفوق".

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

في خطوة تصعيدية.. ترامب يزيد التوتر مع الصين برسوم جمركية ضخمة

 وربّما تأمل الصين في استخدام نفوذها لدفع ترامب نحو اتفاق أكبر بشأن قضايا أخرى في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، بما يتجاوز التجارة فقط.

كما تريد الصين من إدارة ترامب تقديم تنازلات بشأن دعمها لتايوان، الجزيرة الديمقراطية التي تدّعي بكين أنها جزء من أراضيها، وكذلك بشأن الضوابط التي فرضتها على شرائح أشباه الموصلات المتقدمة، والتي تحتاجها الصين لتطوير الذكاء الاصطناعي، من بين طموحات أخرى.

ترامب لن يستسلم

وقد تكون الإجراءات الصينية الصارمة بمثابة إشارة إلى الجمهور المحلي لبثّ الثقة، رغم التباطؤ الاقتصادي في البلاد وانهيار سوق الإسكان. كما قد تكون رسالة إلى دول ومناطق أخرى، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، التي تعرضت لضغوط من واشنطن لاختيار أحد الجانبين، مفادها أنه لا ينبغي لها الاستهانة بالصين.

لكن بعض الخبراء حذروا من أن بكين بالغت في لعب أوراقها وأن المسؤولين أخطؤوا في تقدير مدى قوة رد ترامب، إذ يرى يون صن، مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون في واشنطن، أن بكين اكتسبت "عادة جديدة خطيرة" تتمثل في التقليل من شأن استعداد الولايات المتحدة وقدرتها على الرد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC