رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
كشف "جيمس تاون فاونديشن" وجود خلاف بين روسيا وداغستان، الأمر الذي يعكس هشاشة الفيدرالية الروسية، إذ تتحول الأطراف إلى جبهة صراع داخلي لا يقل خطورة عن أوكرانيا.
وبحسب التقرير اندلعت احتجاجات واسعة اجتاحت العاصمة مخاتشكالا ومدنا أخرى، مع مشاركة مكثفة للنساء؛ تعبيراً عن رفض الحرب الروسية في أوكرانيا وتجنيب الشباب الانخراط في صراعات بعيدة عن مصالحهم، وهذه الموجة من الاحتجاجات تكشف عمق التوتر بين الهوية الوطنية والدولة المركزية، وتؤكد أن سياسات موسكو يُنظر إليها على أنها تهدد إرث المجتمع الثقافي واللغوي في داغستان.
يعتقد الخبراء أن ازدياد شعور السكان بالتهديد والحد من قدرة المجتمع على التعبير عن رفضه للحرب، نابعٌ من جذور إثنية ودينية واسعة في داغستان؛ إذ تعتبر موطنًا لأكثر من 30 مجموعة عرقية، تتميز كلها بتنوع لغوي وديني وثقافي كبير، يشكل عامل تماسك رئيسيا، غير أن السيطرة الروسية على المؤسسات الدينية التقليدية وفرض نماذج رسمية محددة، والتدخل الفيدرالي في شؤون المنطقة الثقافية والدينية الذي يعكس محاولة موسكو فرض الطاعة، أسهم في الوقت نفسه في تغذية مقاومة المجتمع لهذه السياسات.
كما أن معارضة داغستان للحرب الروسية في أوكرانيا تتجاوز الجانب العسكري إلى بعد سياسي واجتماعي وثقافي؛ فالسكان يرون في مشاركة الشباب في النزاع الأوكراني تهديداً لمستقبل المجتمعات المحلية، ولغة وتراث المنطقة وتقاليدها، كما أن الاحتجاجات المستمرة، رغم القمع الأمني والاعتقالات التعسفية، تؤكد عمق الانقسام بين إرادة السكان والسياسات الفيدرالية، وتكشف عدم ثقة المجتمع المحلي في موسكو.
وبحسب مراقبين فإن المقاومة في داغستان مسترة رغم الضغوط، وفي أشكال مختلفة، من النشاط المدني إلى التنظيم السياسي في الخارج، مع التركيز على نشر الوعي المحلي والدولي بمشكلات المنطقة، لذلك فإن عوامل وحدة المجتمع الحالية الرافضة للحرب، تقوم على عاملين رئيسيين: الحفاظ على الإرث الثقافي والهوية اللغوية، والشعور المشترك بالانتماء السياسي الذي يتجاوز الانقسامات العرقية؛ ما يجعل داغستان قنبلة موقوتة في جسد الفيدرالية الروسية، قابلة لإثارة أزمات مستقبلية.