logo
العالم

تحول بتوازنات القوى البحرية.. فرقاطات "موغامي" اليابانية تهدد السفن الأمريكية

فرقاطات "موغامي" اليابانية المصدر: منصة إكس

تمثّل آخر صفقة أبرمتها أستراليا لشراء 11 فرقاطة متقدمة من طراز "موغامي" من اليابان تحولًا لافتًا في توازنات القوى البحرية، وإشارة واضحة إلى التحديات التي تواجه صناعة بناء السفن الحربية في الولايات المتحدة.

كما يأتي الاتفاق في وقت يشهد فيه المحيط الهادئ تصعيدًا في التوترات؛ ما يجعل تعزيز القدرات البحرية أمرًا حيويًا لأستراليا، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، فيما تُعد فرقاطات "موغامي" نموذجًا للتقدم التكنولوجي الياباني في مجال الدفاع البحري.

أخبار ذات علاقة

الفرقاطة الشبحية "موغامي"

"الشبح موغامي".. فرقاطة يابانية تجعل الأساطيل البحرية أكثر فتكاً

وبدأت اليابان في بناء هذه الفئة العام 2019، وتمتلك حاليًا ثماني فرقاطات في الخدمة مع قوة الدفاع الذاتي البحرية اليابانية، مع توقع انضمام أربع أخرى خلال العامين المقبلين، وفق ما ورد في تقرير لموقع "ناشيونال سكيورتي جورنال".

تصميم عصري وقدرات فائقة

وتتميز هذه السفن بتصميم عصري فائق الحداثة، يمنحها سرعة تفوق 30 عقدة بفضل توربين غازي من شركة "رولز رويس"، كما تحمل نظام إطلاق عمودي يتكون من 16 خلية، قادر على حمل أسلحة مضادة للطائرات والسفن السطحية.

بالإضافة إلى ذلك، فهي مجهزة بقوارير صواريخ تحمل ثمانية صواريخ يابانية من طراز "تايب-17"، يصل مداها إلى 400 كيلومتر، مع إمكانية توسيع هذا المدى في التعديلات المستقبلية. كما تبرز رشاقتها وخفة حركتها، إلى جانب قدرتها العالية على التشغيل الآلي؛ ما يقلل من الحاجة إلى طاقم كبير؛ إذ تكفي 90 فردًا في الظروف العادية.

ويتم دمج مجموعة واسعة من أجهزة الاستشعار مع مركز قيادة وتحكم من الطراز العالمي؛ مما يجعلها مثالية للعمليات في بيئات معقدة.

بالنسبة لأستراليا، تأتي هذه الفرقاطات لتحل محل الثماني فرقاطات من فئة "أنزاك"، التي دخلت الخدمة في أواخر التسعينيات وأصبحت قديمة نسبيًا. قبل البت في الصفقة اليابانية، تلقت كانبيرا عروضًا من ألمانيا وكوريا الجنوبية وإسبانيا، لكن ألمانيا واليابان تأهلتا إلى الجولة الثانية، قبل أن تفوز اليابان.

وتشمل الاتفاقية نقل التكنولوجيا والمعرفة، حيث ستقوم أحواض بناء السفن اليابانية ببناء الثلاث فرقاطات الأولى، بينما تبني أستراليا الثماني المتبقية في أحواضها الخاصة. ويعتبر هذا النقل التكنولوجي خطوة حاسمة لتعزيز صناعة بناء السفن العسكرية الأسترالية، وهو هدف استراتيجي للحكومات المتعاقبة في كانبيرا.

ومقارنة بـ"أنزاك"، توفر "موغامي" ترقية هائلة في السرعة والحجم والتسليح، مع طواقم أصغر حجمًا؛ ما يساعد في مواجهة نقص الأفراد في البحرية الأسترالية، كما ستعزز قدراتها المضادة للطائرات والسطح في مسرح المحيط الهادئ، الذي أصبح أكثر ازدحامًا وخطورة.

الصناعة الأمريكية على المحك

يلقي هذا الاتفاق الضوء على التناقضات في صناعة السفن الأمريكية، ففي حين بنت اليابان ثماني فرقاطات "موغامي" بسرعة منذ 2019، تتعثر فرقاطة "كونستليشن"، التابعة للبحرية الأمريكية، عن الجدول الزمني بسنوات.

أخبار ذات علاقة

"فرقاطة الرعب" و"قازان" الروسيتان تستعرضان قواهما في حديقة أمريكا الخلفية

وتم وضع أول "كونستليشن" في الإنشاء العام 2024، ولا يُتوقع دخولها الخدمة قبل 2029، بينما قد تُسلم أول "موغامي" أسترالية في نفس العام، ربما قبل الأمريكية؛ ما يعني أن الولايات المتحدة ليست متأخرة في سرعة البناء فحسب، بل فقدت قدرتها التنافسية في سوق تصدير السفن الحربية.

وتوقفت واشنطن عن تصدير مثل هذه السفن بسبب حماية التكنولوجيا الحيوية، وقيود بناء السفن، وتهالك أسطولها الخاص، وهو ما جعل من الصعب الوفاء بشروط اتفاقية "AUKUS"، التي تنص على نقل غواصات "فرجينيا" إلى أستراليا.

ورغم أن تصدير سفن حربية من حليف ياباني إلى حليف أسترالي يجب أن يعزز شبكة التحالفات الأمريكية، إلا أنه يشير إلى أزمة أعمق. وبحسب "ناشيونال سكيورتي جورنال"، فإن على البحرية الأمريكية التفكير في كيفية استعادة سرعة الإنتاج، خاصة مع فشل صفقات تصدير يابانية أخرى مثل تلك مع إندونيسيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC