تشعر بكين بـ"الارتياح" على الرغم من تشكيل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب فريقا متشددا في التعامل مع الصين، وهو ما يثير تساؤلات حول أسباب الموقف الصيني، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
ورأت الصحيفة أن التشكيلة الوزارية المتوقعة لترامب يغيب عنها خصوم الصين الأكثر رعُبًا، بما في ذلك مايك بومبيو وروبرت أوبراين، اللذين شغلا منصبي وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي على التوالي في إدارة ترامب الأولى، وهو ما رأت أنه ولّد ذلك الشعود الصيني بالارتياح.
وبحسب الصحيفة، فمع الأنباء عن تعيين السناتور ماركو روبيو والنائب مايك والتز في مناصب وزارية، بدا أن ترامب يعمل على تشكيل ما يطلق عليه بعض الصقور في الصين "فريق الأحلام" المتشدد في التعامل مع الصين، إذ إن كلا المشرعين ينتقدان الصين بشدة.
وإذا تم تأكيد تعيين روبيو، فسيكون أول وزير خارجية في منصبه يخضع لعقوبات بكين ويُمنع من السفر إلى الصين، حيث فرضت بكين عقوبات على روبيو مرتين في 2020.
ويُعد والتز، الذي رشح مستشارا للأمن القومي، أحد أبرز منتقدي الصين في الكونغرس. ومن المرجح أن يكون كلا الرجلين محوريين في مخاوف الزعيم الصيني شي جين بينغ من تصاعد التوترات في عهد ترامب.
ومع ذلك، ترى بكين أنه كان من الممكن أن يكون الأمر أسوأ، وفقا للصحيفة.
وأضافت الصحيفة، بحسب مطلعين على نقاشات المسؤولين الصينيين، أنه في الوقت الحالي على الأقل، تشعر بكين بالارتياح لأن العديد من الجمهوريين الذين اعتبروا تهديدات من قبل الحزب الشيوعي، بما في ذلك وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، ليسوا في خيارات إدارة ترامب القادمة.
ونقلت الصحيفة عن يون صن، مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون، وهو مركز أبحاث في واشنطن: "تنظر الصين إلى خيارات إدارة ترامب على أنها سيئة. ومع ذلك في الوقت الحالي، يبدو أنه لا يزال هناك مجال للحوار".
وأضاف سون: "إذا اختار ترامب أشخاصًا ينظر إليهم على أنهم يشكلون تهديدًا مباشرًا للمصالح الأساسية للحزب الشيوعي وقبضته على السلطة، فإن مجال الحوار هذا سيختفي تمامًا، من وجهة نظر الصين".
وأشارت الصحيفة إلى أن ارتياح بكين جاء تحديدًا بعد غياب بومبيو، الذي دعا الشعب الصيني، في خطاب ألقاه في صيف عام 2020، إلى العمل مع الولايات المتحدة لتغيير سلوك الحزب عن تشكيلة ترامب.
كما أثار مقطع من مذكرات بومبيو "لا تتنازل أبدًا بوصة واحدة"، دعا فيه الولايات المتحدة إلى منح الاعتراف الدبلوماسي الكامل لتايوان، غضب شي جين بينغ، عندما انتشر الكتاب في بكين في أوائل عام 2023.
ورجحت الصحيفة، بحسب إستراتيجيين سياسيين أمريكيين مثل روبرت لايتهايزر، الممثل التجاري للولايات المتحدة خلال فترة ولاية ترامب الأولى، بأنه رغم غياب بومبيو وأوبراين، فإن خيارات ترامب الحالية قد تجعل من الصعب على بكين محاولة الاستفادة من ميل ترامب للصفقات.
وذكرت أن ذلك قد يؤدي إلى تمكين أولئك الذين يريدون تسريع الجهود لفصل الاقتصاد الأمريكي عن الاقتصاد الصيني.