استغل رئيس الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسكيدي، زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة للقاء رئيس مجموعة "فرونتير سيرفيسز غروب"، وهي شركة متخصصة في الخدمات الأمنية الخاصة، تسعى لتقديم خدمات لدعم الهجوم على حركة 23 مارس، وتدريب ألوية عسكرية مختلطة.
وعقد فيليكس تشيسكيدي اجتماعًا سريًا مع إريك برينس، الملياردير الأمريكي الذي يرأس مجموعة "خدمات الحدود" ومقرها هونغ كونغ، ولها فروع في جميع أنحاء العالم، وذلك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، حسبما ذكرت مصادر إفريقية متخصصة، اليوم الجمعة.
وكان الهدف من الاجتماع مناقشة إمكانية توسيع العقد المبرم في ديسمبر 2024 مع الشركة، والذي تضمّن تحصيل ضرائب التعدين، والحد من التهريب عبر الحدود، بالإضافة إلى إدارة الضرائب في قطاعي الطاقة والغابات.
ومن المعروف أن قطاع التعدين الكونغولي يعاني بشكل كبير من التهريب والفساد، ما يُسفر عن خسائر فادحة في إيرادات الدولة، وتُقدّر الحكومة الكونغولية خسائر الإيرادات بحوالي 40 مليون دولار شهريًا في منطقتي كاتانغا وكولويزي، الواقعتين على الحدود بين زامبيا والكونغو.
وكجزء من هذه الاتفاقية مع إريك برينس، تم دفع ما لا يقل عن 50 مليون دولار، كما تم نشر حوالي عشرة من موظفي إريك برينس، تحت إشراف أفراد سابقين في القوات الخاصة الأمريكية، في العاصمة كينشاسا.
وحاليًا، تدرس كينشاسا إشراك الشركة الأمنية الخاصة في صيانة الطائرات الحربية لصالح القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية.
يشار إلى أن صيانة وإصلاح الأسطول الصغير من الطائرات المقاتلة وأمن المطارات في الكونغو الديمقراطية تتم حاليًا من قبل البلغاريين العاملين في شركة "أجيميرا"، الذين يتمثل دورهم في إصلاح وصيانة الأسطول.
وبحسب تقرير خبراء الأمم المتحدة، فكرت شركة "أجيميرا" في إنهاء التزامها في جمهورية الكونغو الديمقراطية في سبتمبر 2025، لكن لا يزال 120 من مقاولي "أجيميرا" يعملون في صيانة الطائرات الحربية والطائرات من دون طيار.
ويُعد إريك برينس، المؤسس السابق لشركة "بلاك ووتر"، من الشخصيات المثيرة للجدل، وهو يعمل حاليًا على تعزيز اتصالاته مع كينشاسا، ساعيًا إلى ترسيخ مكانته كشريك موثوق في سوق الدعم العسكري، في وقت لا يزال فيه القطاع الخاص الذي تتعامل معه القوات المسلحة في الكونغو الديمقراطية مجزّأً بين عدة جهات أجنبية.
وكانت عمليات شركة "بلاك ووتر"، التي ترأسها برينس سابقًا، مثيرة للجدل، خصوصًا خلال تدخلاتها في العراق في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتشتهر الشركة حاليًا بعملياتها في العديد من المناطق الحساسة، حيث تقدم خدمات لوجستية وأمنية، إلى جانب التدريب العسكري.
وتخوض القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية حربًا ضد العديد من التنظيمات المسلحة، بما في ذلك حركة "إم 23" التي تحتل مدينتين كبيرتين والعديد من المناطق في شرق البلاد.
وخلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اتهم الرئيس فيليكس تشيسكيدي كلًا من رواندا وحركة 23 مارس بتقويض عملية السلام من خلال العنف، كما دعا إلى الاعتراف بالإبادة الجماعية في الكونغو، مؤكدًا ضرورة تحرك المجتمع الدولي.