logo
العالم

بعد أشهر من الحرب.. كيف أهدر الغرب "نصرا حاسما" لأوكرانيا على روسيا؟

جندي أوكراني في خاركيفالمصدر: منصة إكس

بعد أشهر من بدء الحرب، حققت أوكرانيا اختراقاً كبيراً بهجومها المضاد الناجح الذي حرر مدينتي خاركيف وخيرسون من القوات الروسية.

وكان هذا الإنجاز بمثابة فرصة ذهبية لتحقيق نصر حاسم في الحرب ضد روسيا، لكن التردد الغربي والبطء البيروقراطي في تقديم الدعم العسكري حال دون استغلال هذه الفرصة، بحسب تقرير لموقع "ناشيونال سكيورتي جورنال".

وشكّل التأخر في تزويد أوكرانيا بالأسلحة اللازمة، فرصة لروسيا بإعادة تنظيم قواتها وبناء تحصينات قوية، مما أدى إلى استمرار الصراع وتعقيد الموقف في ساحة المعركة.

هجوم خاطف

بدأ الهجوم المضاد الأوكراني في صيف 2022، حيث استهدفت القوات الأوكرانية اللوجستيات الروسية باستخدام صواريخ متوسطة المدى، مما أضعف الخطوط الروسية الممتدة بشكل مفرط. 

وفي سبتمبر/ أيلول، شنّت أوكرانيا هجوماً خاطفاً في خاركيف، مستغلة ضعف الجاهزية الروسية في المنطقة بعد صرف انتباه القوات الروسية إلى خيرسون، ما أدى ذلك إلى تحرير معظم المنطقة. 

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

لمناقشة حرب أوكرانيا.. ترامب يعلن زيارة قادة أوروبيين إلى واشنطن

 كما تقدمت القوات الأوكرانية على الضفة اليمنى لنهر خيرسون، مما أجبر روسيا على إعادة نشر قواتها من مناطق أخرى مثل لوغانسك ودونيتسك، لكن رغم هذه النجاحات، لم تتمكن كييف من استغلال زخمها بالكامل بسبب نقص الأسلحة الغربية المتقدمة، مثل الطائرات المقاتلة والصواريخ بعيدة المدى. 

وسمح هذا التأخير لروسيا بإعادة تنظيم قواتها والانسحاب بشكل منظم من خيرسون تحت قيادة الجنرال سيرجي سوروفيكين، مع الحفاظ على معظم معداتها الثقيلة، وبسبب ذلك، أعلن حينها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تعبئة جزئية لأكثر من 300 ألف مجند، مما عزز الخطوط الروسية على المدى الطويل.

تردد غربي وخطأ أوكراني

يعزو تقرير "ناشيونال سكيورتي جورنال" الفشل في تحقيق نصر حاسم إلى التردد الغربي، الذي تأثر بمخاوف من تهديدات روسية باستخدام الأسلحة النووية. 

ووفق تقرير الموقع، فقد أبلغت روسيا القادة الغربيين أن هزيمة كبيرة في خيرسون قد تدفع بوتين لاستخدام السلاح النووي، مما أدى إلى إبطاء تدفق المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا. 

وأسهم هذا التردد، إلى جانب البيروقراطية في توزيع الأسلحة، منح روسيا الوقت لتعزيز دفاعاتها، وبناء ما يُعرف بـ"خط سوروفيكين"، وهو شبكة تحصينات معقدة أعاقت لاحقاً الهجوم المضاد الأوكراني في 2023.

كذلك أخطأت الحكومة الأوكرانية في تقدير حجم التعبئة الروسية، التي شملت تجنيد 25-30 ألف جندي شهرياً، كما أن عدم توسيع نطاق التعبئة الأوكرانية أسهم في نقص القوى البشرية، مما زاد من صعوبة الموقف في ساحة المعركة.

درس لتايوان

يرى تقرير "ناشيونال سكيورتي جورنال" أن التردّد الغربي في دعم أوكرانيا يحمل دروساً مهمة للصراعات المستقبلية، خاصة في مناطق مثل تايوان، ففي حالة نشوب صراع مع الصين، التي تمتلك تفوقاً عسكرياً كبيراً، فإن التأخير في تقديم الدعم العسكري أو التدخل المباشر قد يكون كارثياً.

كما يشدد التقرير على ضرورة بناء الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها، مثل تايوان واليابان وكوريا الجنوبية، لضمان الردع الفعال وتنسيق القرارات بسرعة، مع أهمية تحديث العقائد العسكرية لتلبية متطلبات الحرب الحديثة، ووضع سياسات واضحة تردع أي تصعيد من الخصوم. 

ويخلُص إلى أن فشل الغرب في استغلال نجاح أوكرانيا في 2022 أدى إلى استمرار الحرب وتفاقم الخسائر، مما يبرز أهمية اتخاذ قرارات حاسمة في أوقات الصراع.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC