أعاد الجدل حول الاتحاد الجمركي الذي أثاره وزير الصحة البريطاني، ويس ستريتينغ، الانقسام داخل حزب العمال إلى دائرة الضوء، ليكشف عن ضغوط متصاعدة على اقتصاد بريطانيا وقيادة زعيم الحزب، السير كير ستارمر، في الوقت ذاته.
وأشار ستريتينغ إلى أنه يجب على رئيس الوزراء كير ستارمر أن يذهب إلى أبعد من ذلك في إلغاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ولدى مقابلة مع صحيفة "ذا أوبزرفر"، أكد ستريتينغ أن "التواجد في السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي قد يمنحنا فوائد اقتصادية هائلة".
وبحسب "التلغراف"، فإن ستريتينغ، الذي لم يستبعد في السابق خوض سباق القيادة، شدد على ضرورة تعزيز العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن مغادرة لندن للاتحاد ألحقت أضرارًا كبيرة بالاقتصاد البريطاني، ورفعت مستوى الضرائب والديون، وأضعفت القدرة التنافسية للشركات.
ويواجه ستارمر ضغوطاً متزايدة من داخل حزبه للانضمام مجدداً إلى الاتحاد الجمركي؛ إذ يبدو أن ستريتينغ يتحدى رئيس الوزراء في تعليقاته.
ويرى الخبراء أن هذا الموقف تزامن مع تمرد داخلي حديث في الحزب؛ إذ صوت 13 نائبًا لصالح إعادة الانضمام إلى الاتحاد الجمركي، بما في ذلك بعض النواب المنتمين لتيار اليسار المتشدد، ما يعكس وجود تيار قوي داخل البرلمان يسعى لإعادة النظر في سياسة "بريكست" المتشددة.
في الوقت نفسه، يواجه ستارمر تحديًا مزدوجًا: الحفاظ على وحدة الصف داخل الحزب وبين قواعده الشعبية، وفي الوقت ذاته ضبط علاقة بريطانيا مع أوروبا بما يضمن مصالح البلاد الاقتصادية في ظل تراجع شعبية الحزب وصعود منافسين سياسيين.
ويعتقد محللون أن المشهد السياسي الراهن في بريطانيا يعكس حالة من عدم اليقين داخل حزب العمال، حيث تتصارع الضغوط الداخلية مع الحاجة إلى استقرار اقتصادي، بينما تقترب البلاد من الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في مايو من العام المقبل، وينظر منتقدو الحكومة على أنها لحظة بالغة الخطورة بالنسبة لرئيس الوزراء إذا حقق حزب العمال أداءً سيئاً كما يتوقع الكثيرون.