حذّرت كازاخستان جارتها أوكرانيا من تداعيات خطيرة على العلاقات الثنائية بعد هجوم جديد استهدف البنية التحتية المرتبطة بخطوط تصدير النفط، مؤكدة أن الضربات الأوكرانية تُعد "ضارة" بالعلاقات بين أستانا وكييف.
وجاء الموقف الكازاخستاني بعد سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت ناقلتي نفط مرتبطتين بروسيا، إضافة إلى أضرار لحقت بمحطة نفطية في البحر الأسود نتيجة استخدام قوارب مُسيّرة، بحسب مجلة "نيوزويك".
تواصل أوكرانيا استهداف البنية التحتية للطاقة والنفط التي تُعد شريانًا مهمًا لاقتصاد روسيا، في محاولة لقطع الإيرادات التي تُستخدم في دعم المجهود الحربي للكرملين.
وفي هذا السياق، قالت وزارة الخارجية الكازاخستانية إنها تحتج بشدة على الهجوم "المستهدف" ضد البنية التحتية الحيوية لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين الدولي (CPC) في ميناء نوفوروسيسك الروسي.
ويُشغّل اتحاد خط الأنابيب أكثر من 1500 كيلومتر من كازاخستان إلى محطة قرب نوفوروسيسك، حيث تُحمّل شحنات النفط إلى ناقلات.
ويضم الاتحاد أيضًا مساهمين من شركات غربية، ما يزيد حساسية أي استهداف من هذا النوع.
أعلنت شركة ميناء بورتلاند إيقاف عمليات أحد مراسيها بعد تضرره بشدة نتيجة هجمات بمسيّرات بحرية. وقالت وزارة الطاقة الكازاخستانية إن المرسى سيظل معطلاً حتى الانتهاء من أعمال الإصلاح، مؤكدة أن أستانا أُجبرت على إعادة توجيه صادرات النفط الخام "للحد من العواقب السلبية".
وشددت الحكومة على أن الهجمات على البنية التحتية المدنية "غير مقبولة"، مضيفة أنها تضر بالعلاقات الثنائية، وأنه على أوكرانيا اتخاذ خطوات لمنع تكرارها.
وأكدت أستانا أن منشآت اتحاد خط الأنابيب تُعد عنصرًا أساسيًا في استقرار إمدادات الطاقة العالمية، وأن كازاخستان تولي أهمية خاصة لضمان تدفقات طاقة مستقرة ومتواصلة.
أعلن الجيش الأوكراني أنه استهدف مصفاة أفيبسكي في منطقة كراسنودار الروسية، إضافة إلى تدمير خزان تخزين في محطة توابسي النفطية.
ورغم عدم الإشارة رسميًا إلى هجوم على نوفوروسيسك، قال مسؤول في الأمن القومي الأوكراني إن مسيّرات أوكرانية "دمّرت" أحد مراسي ناقلات النفط التابعة لاتحاد CPC.
وفي تصريحات لمجلة "نيوزويك"، أكد مصدر في جهاز الأمن الأوكراني أن مسيّرات "سي بيبي" البحرية محلية الصنع ضربت ناقلتي النفط "كايروس" و"فيرات" في البحر الأسود، واللتين يُعتقد أنهما جزء من "أسطول الظل" الذي تستخدمه موسكو للتحايل على العقوبات الغربية.
وقال المصدر إن الناقلتين كانتا فارغتين وفي طريقهما إلى نوفوروسيسك، وإن الهجوم "سيوجّه ضربة كبيرة لنقل النفط الروسي".
من جانبها، أدانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الهجمات بشدة، معتبرة أنها استهدفت ناقلات ومنشآت تابعة لشركة النفط الحكومية.
ونقلت وسائل إعلام روسية أن مسؤولين تواصلوا مع السلطات التركية بشأن الهجمات، بينما قالت أنقرة إن الهجمات وقعت داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة وشكلت "مخاطر جسيمة على الملاحة والأرواح والممتلكات والسلامة البيئية".
قالت الحكومة الكازاخستانية إن الهجوم الأخير على اتحاد خط أنابيب بحر قزوين يمثل "العمل العدواني الثالث" ضد منشأة مدنية محمية بموجب القانون الدولي، مؤكدة أن استمرار هذه الهجمات يهدد ليس فقط العلاقات الثنائية، بل أيضًا استقرار سوق الطاقة العالمية.
وبينما تصعّد أوكرانيا استهدافها للبنية التحتية المرتبطة بروسيا، تحاول كازاخستان، التي ترتبط بعلاقات اقتصادية وطاقة وثيقة مع موسكو، الحفاظ على توازن دقيق دون الانجرار إلى تداعيات المواجهة العسكرية المتصاعدة في المنطقة.