في خريف عام 1978، انتقلت كامالا هاريس، التي كانت تبلغ من العمر 12 عامًا آنذاك، من كاليفورنيا إلى مونتريال، كندا، مع والدتها شيامالا جوبالان وشقيقتها الصغرى.
جاء هذا الانتقال بعد أن حصلت والدتها على فرصة تدريس في جامعة ماكجيل وإجراء أبحاث في المستشفى العام اليهودي.
على الرغم من أن هاريس كتبت في مذكراتها أن الانتقال إلى "مدينة أجنبية ناطقة بالفرنسية" كان صعبًا، إلا أن هذه التجربة كان لها تأثير كبير في تشكيل شخصيتها ومسارها السياسي، بحسب ما أورده تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
التنمر والعنصرية
خلال سنوات دراستها في مدرسة ويستماونت الثانوية في مونتريال، واجهت هاريس العديد من التحديات.
مع تصاعد التوترات السياسية في كيبيك نتيجة النزاع بين الأغلبية الناطقة بالفرنسية والأقلية الناطقة بالإنجليزية، كانت المدرسة تمر بمرحلة تحول كبير.
ومع تزايد تدفق الطلاب السود من خلفيات أقل ثراءً، وجدت هاريس نفسها وسط هذه الأجواء المتوترة.
تعرضت هاريس للتنمر بسبب خلفيتها العرقية، وهي تجربة وصفتها زميلتها جيمي وارد بأنها مؤلمة. على الرغم من ذلك، تمكنت هاريس من تجاوز هذه التحديات وبرزت كطالبة واثقة من نفسها ومحبوبة.
الاضطرابات في كيبيك
كانت فترة إقامة هاريس في مونتريال (5 سنوات) مليئة بالتوترات السياسية. بعد فوز حزب كيبيك الانفصالي في الانتخابات عام 1976، فرض ميثاق اللغة الفرنسية الذي جعل الفرنسية اللغة الرسمية وأدى إلى تقييد المدارس الناطقة بالإنجليزية.
أثرت هذه التغييرات على المدارس والمجتمعات الناطقة بالإنجليزية، بما في ذلك المدرسة التي التحقت بها هاريس.
أحد أهم الأحداث التي شكلت مسار هاريس كان دعمها لصديقتها واندا كاجان التي تعرضت للتحرش. قررت هاريس دعوة كاجان للعيش معها ومع عائلتها.
في وقت لاحق، قالت هاريس إن هذه التجربة كانت دافعًا رئيسًا وراء قرارها أن تصبح مدعية عامة؛ بهدف حماية الأشخاص الذين تعرضوا للظلم.
النضج السياسي والعودة
بعد تخرجها من ويستماونت، التحقت هاريس بكلية فانييه في مونتريال قبل أن تعود إلى الولايات المتحدة للالتحاق بجامعة هوارد.
كانت هذه التجربة في مونتريال، في ظل التوترات السياسية والعنصرية التي واجهتها، عاملاً أساسياً في تشكيل شخصيتها السياسية، حيث تعلمت التكيف مع المواقف الصعبة والعمل مع أشخاص من خلفيات مختلفة.
رغم أن المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية نادراً ما تتحدث عن سنواتها في كندا، إلا أن تلك الفترة أثرت بشكل عميق في رؤيتها للعالم وتعاملها مع القضايا السياسية والاجتماعية.