أصدر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميللي مرسومًا يسمح بدخول قوات أمريكية إلى أراضي الأرجنتين، بما في ذلك قاعدة أوجاشوايا البحرية؛ لإجراء تدريبات مشتركة مع البحرية المحلية.
وكشفت صحيفة "أمبيتو" الأرجنتينية، أن القرار أثار جدلًا واسعًا حول دستورية المرسوم؛ إذ تنص القوانين والأعراف الدستورية على ضرورة موافقة البرلمان قبل دخول أو خروج أي قوات أجنبية من البلاد.
المرسوم 697/2025 يحدد وصول حوالي 30 من قوات المارينز الأمريكيين بين 20 أكتوبر و15 نوفمبر، في قواعد مار دل بلاتا، وأوجاشوايا وبويرتو بيلغرانو؛ لإجراء تدريبات تشمل تبادل الإجراءات والتقنيات والقدرات في سيناريوهات معقدة، وقد سبق أن تم رفض اقتراح مشابه من الإدارة السابقة؛ لوجود مخاطر إقليمية ولحماية السيادة الوطنية.
بدوره حذر غوستافو ميليّا، حاكم تيرّا دل فويغو، من أن القرار يمثل تسليمًا للسيادة إلى الأمريكيين، مؤكدًا رفضه أي قاعدة أمريكية أو أجنبية على أراضي المقاطعة، كما انتقد والتر فواتو، رئيس بلدية أوجاشوايا، القرار، مؤكدًا أن المنطقة تمثل خط الدفاع عن المطالب التاريخية للأرجنتين في القطب الجنوبي وجزر مالفيناس.
ويخالف إصدار هذا المرسوم، بدون موافقة البرلمان، الدستور والقوانين الوطنية، بما في ذلك قانون 25.880 الذي يفرض إشرافًا برلمانيًّا على دخول وخروج القوات الأجنبية، وشددت ماريا كريستينا بيرسيفال، السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، على أن القرار يمثل تجاهلًا صارخًا للضوابط الديمقراطية، مؤكدة أن القوات المسلحة تخضع لرقابة مدنية واضحة وصارمة.
في سياق ذي صلة، قرار ميللي الذي جاء بعد زيارة إلى تيرّا دل فويغو لأغراض الحملة الانتخابية، أثار اتهامات باستخدام الأراضي الوطنية لأغراض سياسية، وأيد بعض نواب الحكومة القرار، بينما اعتبره معارضون تهديدًا مباشرًا للسيادة واستغلالًا انتخابيًّا للموقع الاستراتيجي للقاعدة.
كما أن المرسوم أثار مخاوف بشأن الاستقلال الاستراتيجي للأرجنتين، خصوصًا مع تكرار التحركات الأمريكية في المنطقة، وربطه بالسياسة الدولية والعلاقات مع حلف الناتو وبريطانيا، كما يُنظر إلى القرار كاختبار لقدرة الحكومة على التوازن بين الالتزامات الدولية والرقابة الوطنية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح الأرجنتين حزمة إنقاذٍ بقيمة 20 مليار دولار؛ ما فجّر جدلًا واسعًا داخل الولايات المتحدة، ليكشف تناقضات شعار "أمريكا أولًا".
وكشفت "واشنطن بوست"، أنه في الوقت الذي قلّصت فيه الإدارة الأمريكية مساعداتها الخارجية وقيّدت الدعم العسكري لحلفاء تقليديين، فإنها أبْدت استعدادًا فوريًا لمدِّ يد العون لبوينس آيرس.