logo
العالم

الوقود ينفد والقلق يتصاعد.. باماكو تواجه خطر السقوط بأيدي "القاعدة"

الازدحام على محطة وقود في باماكوالمصدر: رويترز

أثارت دعوة الولايات المتحدة الأمريكية رعاياها إلى مغادرة مالي، مع تصاعد التهديدات الأمنية، تساؤلاتٍ حول دلالات ذلك، وما إذا كانت واشنطن تخشى سقوط العاصمة باماكو بيد جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وجاءت دعوة واشنطن في وقتٍ تفرض فيه الجماعة المذكورة حصارًا مشددًا على باماكو، ما أدى إلى أزمة وقود غير مسبوقة في البلاد، دفعت السلطات إلى تعليق الدراسة لمدة أسبوعين، وسط شكوك تحيط بقدرة الحكومة على فك الحصار وإجبار عناصر جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" على التراجع عن مواقعهم.

أخبار ذات علاقة

طابور سيارات بانتظار تعبئة الوقود وسط حصار باماكو

مؤشر خطير.. ماذا يعني طلب السفارة الأمريكية من رعاياها مغادرة مالي؟

فرص محدودة

منذ أشهر، تمارس جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" ضغوطًا كبيرة على السلطات في مالي، لكن المنعطف الأكبر كان قبل أيام قليلة، حين أحكمت حصارًا مطبقًا على العاصمة، ومنعت دخول الوقود سواء من خلال الهجوم على الشاحنات أو الاستيلاء عليها، ما أثار مخاوف محلية ودولية من سقوط باماكو.

وعلّق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، بأن "السلطات في مالي باتت عاجزة عن استعادة زمام المبادرة أمام إرهابيي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، ويبدو أن هذا الأمر هو الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى دعوة رعاياها للمغادرة من أجل ضمان سلامتهم".

وأوضح ديالو، لـ"إرم نيوز"، أن "الولايات المتحدة الأمريكية لديها تقييمات خاصة بها في حالات النزاعات، وأعتقد أن تحركها هذا لم يأتِ من فراغ، بل يأتي وسط خشية من انهيار سريع للقوات المالية، وهو ما تتوقعه تقارير غربية بالفعل، خاصة في ظل غياب دعم روسي قوي على الجبهة".

ورأى أن "مالي تمر بمحنة كبيرة، وتقدير القيادة السياسية والعسكرية في هذا البلد خاطئ، لأنها خسرت حلفاء دوليين كان بإمكانهم التحرك لإعادة ضبط الأوضاع، بخلاف روسيا التي لا يزال تدخلها محدودًا، لذلك فإن فرص السيطرة على الوضع أو حتى الحد من ضغوط جماعة نصرة الإسلام والمسلمين على العاصمة تبدو محدودة للغاية".

غموض كبير

إلى ذلك، لا يزال مطار باماكو الدولي مفتوحًا ويستقبل رحلات جوية، رغم تكثيف جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" هجماتها على مواقع رئيسية في محيط العاصمة.

بدوره، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد إدريس، إن "الوضع في باماكو يتسم بغموض كبير، فحتى إن نجحت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في السيطرة عليها، فكيف ستدير الأوضاع هناك، وإن حدث ذلك، فسيقود إلى فوضى غير مسبوقة، لأن السلطات الأمنية والعسكرية ستسعى إلى استعادة السيطرة على العاصمة".

أخبار ذات علاقة

نقص الوقود في مالي

باماكو على حافة الاختناق.. هجمات المتطرفين تهدد إمدادات الوقود في مالي

وأضاف إدريس، لـ"إرم نيوز"، أن "الوضع الذي تواجهه السلطة الانتقالية في مالي صعب، لكنها تسعى في المقابل إلى كسب الوقت حتى يتم إقناع حلفائها، خاصة الروس، بالتدخل الواسع لطرد مقاتلي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بعيدًا عن محيط العاصمة".

ورأى أن "غموض الموقف الروسي تجاه ما يحدث في محيط العاصمة المالية أمر مثير للجدل، لكن تقارير محلية تتحدث عن تواصل بين موسكو وباماكو من أجل التحرك".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC