يُبقي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خياراته مفتوحة في اختياره لوريثه في حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً"، متأرجحاً في المقابل بين نائبه، جيه دي فانس، ووزير خارجيته، ماركو روبيو.
ويوم الثلاثاء، صرّح للصحفيين بأن فانس هو على الأرجح المرشح الأوفر حظاً لخلافته، مردداً ما قاله سراً لمعاونيه. كما أشاد الرئيس الأمريكي بروبيو، وهو الذي برز كأحد أكثر مستشاريه ثقة.
خلف الكواليس، بدا ترامب أحياناً وكأنه يُؤجج المنافسة بين فانس وروبيو، مُمازحاً إياهما بشأن طموحاتهما السياسية المعروفة، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وسأل ترامب الرجلين في وقت سابق من هذا العام: "أيُّكما سيتصدر القائمة؟"، مضيفاً "كنتُ أعتقد أنه سيكون فانس-روبيو، ولكن ربما سيكون روبيو-فانس"، وفقا لشخص مُطّلع على المحادثة.
يتطلع الجمهوريون إلى نهاية الفترة السياسية التحويلية للرئيس بقلق، غير متأكدين مما إذا كان بإمكان نجوم الحزب الجمهوري الصاعدين الحفاظ على زخم الحركة التي قادها ترامب على مدار العقد الماضي.
ولا يبدو ترامب على عجلة من أمره لاختيار خليفة له، إذ يضع في اعتباره كامل أعضاء الحزب الجمهوري الطموحين الذين يتنافسون على المنصب ونيل رضاه، وفقاً لأشخاص مقربين منه، كما يعتقد الرئيس الأمريكي أن على المرشح الجمهوري القادم أن يستحق المنصب بجدارة.
كما تضيف المصادر سبباً آخر للتردد في مناقشة خليفة ترامب، الذي لعب علناً بفكرة تولي فترة ولاية ثالثة في انتهاك للدستور، وهو لا يفكر في الحياة خارج البيت الأبيض ولا يحب التفكير في نهاية حياته السياسية.
يُنظر إلى فانس، الذي بلغ الحادية والأربعين من عمره هذا الشهر، على نطاق واسع في هذه المرحلة على أنه المرشح الأوفر حظًا لانتخابات عام 2028، وفقاً لاستطلاعات الرأي، وقد أبلغ روبيو الآخرين سراً أنه لن ينافسه.
وصرح روبيو، البالغ من العمر 54 عاماً، مؤخرًا على قناة فوكس نيوز بأن فانس سيكون "مرشحاً رائعاً" ووصفه بأنه صديق مقرب. وأضاف "آمل أن ينوي القيام بذلك". لكنه لم يُغلق الباب أمام ترشح رئاسي آخر.
وقال وزير الخارجية: "أشعر، بصراحة، أن المرء لا يعلم ما يخبئه له المستقبل. لا أحد يستبعد الأمور أبدًا".
يقول مقربون من روبيو إنه منفتح على الترشح مع فانس لمنصب نائب الرئيس، في الوقت الذي يؤكد فيه آخرون عدم وجود منافسة بينهما، مضيفين أنهما تربطهما علاقة وطيدة خلال فترة وجودهما في البيت الأبيض.
نجح روبيو في التغلب على سنوات من التوتر مع ترامب ليصبح أحد أقرب مستشاريه، إذ نافس الرئيس الحالي على ترشيح الحزب الجمهوري عام 2016، مجادلاً بأن رجل الأعمال الشهير سيدمر الحزب.
وأمضى السيناتور السابق من فلوريدا، الذي نشأ وهو يُقدّس رونالد ريغان، سنوات في إعادة تموضعه في عهد ترامب، وخسر منصب نائب الرئيس بفارق ضئيل أمام فانس العام الماضي. والآن، وبوجوده الدائم في البيت الأبيض، حيث يعمل مستشاراً للأمن القومي، أصبح روبيو الرجل المُناسب لترامب في إصلاح الأمور.
أما فانس فقد عزز مكانته كقائد في حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" عندما اختاره ترامب نائبًا له العام الماضي. وقال مستشارو الرئيس الأمريكي إن اختياره يعود جزئياً إلى رؤيته لمؤلف كتاب "مرثية ريفية" كشخصية قادرة على حمل لواء "أمريكا أولاً".
خلال الحملة الانتخابية وفي البيت الأبيض، تولى فانس مهام واسعة النطاق، وأصبح من أبرز دعاة ترامب في حملته الانتخابية. كما كان هو من أثار خلافاً حاداً في المكتب البيضاوي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير، مدافعاً عن الرئيس الأمريكي على الهواء مباشرة، ونال إشادة من النشطاء المحافظين.
كلّف ترامب فانس بالمساعدة في الحفاظ على سيطرة الجمهوريين على الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي المقبلة. كما يشغل حالياً منصب رئيس الشؤون المالية في اللجنة الوطنية الجمهورية، وهو منصب غير مألوف لنائب الرئيس، ولكنه قد يعزز طموحاته السياسية، إذ يضعه على تواصل مع مانحين أثرياء من نانتوكيت إلى وادي السيليكون.