أعلنت كوريا الجنوبية عن اقتراب نشر صاروخها الباليستي الجديد "هيونمو-5" الملقب بـ"الوحش"، ما يفتح فصلاً جديداً من سباق الردع في شبه الجزيرة الكورية؛ إذ تحاول سيول تحقيق ما تسميه "توازن الرعب" في مواجهة ترسانة بيونغ يانغ النووية المتنامية.
وبحسب مصادر مطّلعة فإن الصاروخ، المزود برأس حربي تقليدي ويزن 8 أطنان وقادر على اختراق التحصينات العميقة، يمثل بالنسبة لكوريا الجنوبية بديلاً استراتيجياً عن السلاح النووي الذي لا تملكه بموجب معاهدة حظر الانتشار؛ فبينما تواصل كوريا الشمالية تطوير صواريخها العابرة للقارات مثل "هواسونغ-20" القادرة نظرياً على بلوغ الأراضي الأمريكية، ترد سيول بتعزيز قدراتها الهجومية التقليدية إلى مستوى يوازي الردع النووي من حيث التأثير النفسي والسياسي.
ويرى خبراء أن تطوير "هيونمو-5" يدخل ضمن نظام "المحاور الدفاعية الثلاثة" الذي يتبناه الجيش الكوري الجنوبي: "سلسلة القتل" للضربات الاستباقية، ونظام الدفاع الصاروخي، وخطة "العقاب والانتقام" الموجهة نحو القيادة في بيونغ يانغ.
ومع انتهاء القيود الأمريكية على مدى الصواريخ الكورية، تمتلك سيول حاليًا حرية تطوير أسلحة طويلة المدى تعيد رسم ميزان القوى في المنطقة.
لكن هذا "التوازن الجديد" يظلّ هشاً؛ فكل خطوة في هذا السباق الصاروخي تدفع شبه الجزيرة أكثر نحو منطق الردع عبر التهديد الشامل، لا عبر الاستقرار؛ ما يجعل "توازن الرعب" عنواناً دقيقاً لكنه مقلق في آن واحد.