زيلينسكي: مباحثات "غير سهلة" ولكن "مثمرة" مع الأمريكيين في برلين

logo
العالم

أزمات سياسية وميدانية.. الجبهات المفتوحة تربك خيارات إسرائيل العسكرية

الجيش الإسرائيليالمصدر: رويترز

تحدّ الحروب المتواصلة التي تشنها إسرائيل على جبهات سبعة من قدرتها على توفير الدعم اللوجيستي لمعارك تدار بقدرات مختلفة، مستخدمة فيها قواتها البرية والبحرية والجوية.

ويواجه الجيش الإسرائيلي تداعيات أزمات متلاحقة، من بينها حالة الإرهاق في صفوف قوات الجيش، وعدم إقرار ميزانية إسرائيل، وكذلك امتناع شرائح واسعة مثل الحريديم عن الخدمة العسكرية، بحسب خبراء.

أخبار ذات علاقة

غارة إسرائيلية سابقة استهدفت جنوب لبنان

الجيش الإسرائيلي يعلن "تجميد" غارة على هدف في جنوب لبنان

ومع هدوء نسبي في قطاع غزة الذي كان الجبهة التي استنزفت الكم الأكبر من موارد الجيش خلال العامين الماضيين، بفعل اتفاق وقف إطلاق النار، يستعد الجيش الإسرائيلي للتعامل مع سيناريو توسيع الهجوم ضد ميليشيا "حزب الله" في لبنان، وكذلك تطورات الأوضاع في سوريا.

استنزاف عسكري

وقالت الكاتبة والمحللة السياسية رهام عودة، إن "إسرائيل ليست في وضع يسمح لها بخوض حروب مفتوحة على جبهات متعددة، بعدما استُنزفت عسكريًا ولوجستيًا واقتصاديًا خلال حربها على غزة".

وأضافت أن "إسرائيل  قد تلجأ في المرحلة المقبلة إلى سياسات بديلة، أبرزها العودة إلى تنفيذ الاغتيالات لقادة الفصائل الفلسطينية، سواء في الداخل أم الخارج، عبر جهازَي الموساد والشاباك، أو شن عمليات عسكرية خاطفة ومدروسة في لبنان أو غزة، دون الانجرار إلى حرب شاملة".

وتابعت: "بين السيناريوهات المحتملة أيضًا توسيع ما يُعرف بالخط الأصفر داخل قطاع غزة، كجزء من استراتيجية تهدف إلى تقليل نفقات الحرب، وتوفير استراحة للجيش الإسرائيلي بعد إنهاكه في جبهات متعددة، وخاصة في مواجهات غزة ولبنان وإيران".

وأوضحت أن "هذه التحركات قد تتم بضوء أخضر أمريكي، وبدعم سياسي ولوجستي من واشنطن، التي لا تزال الحليف الأقرب لإسرائيل في ظل الوضع الإقليمي المتوتر".

وقالت عودة إن "إسرائيل تكبّدت خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة الحرب على غزة، خصوصًا في قطاعات الطيران، والسياحة، وتجارة السلاح".

وأضافت أن "الجيش الإسرائيلي منهك من الناحية اللوجستية والعسكرية؛ ما دفعه إلى تغيير استراتيجيته الحربية بالتركيز على تنفيذ اغتيالات فردية بحق شخصيات مركزية، سواء في لبنان أم غزة، كبديل عن العمليات البرية والجوية الواسعة التي تتطلب ميزانيات ضخمة".

تراجع الدعم الأمريكي

ومن جهته يرى المحلل السياسي توفيق أبو جراد، أن قدرة إسرائيل على فتح جبهات جديدة باتت محدودة، خصوصًا بعد الاستنزاف الكبير الذي تعرضت له عسكريًا واقتصاديًا خلال حربها على قطاع غزة والمواجهات العسكرية في لبنان وسوريا واليمن وإيران.

وقال أبو جراد لـ"إرم نيوز": "إسرائيل لم تعد تحظى بالدعم الدولي السابق بالزخم نفسه، خصوصًا من الولايات المتحدة وبريطانيا، في وقت باتت فيه واشنطن أكثر ميلًا نحو مشروع إقليمي أوسع بمشاركة الدول العربية، لا يعتمد على القوة العسكرية المباشرة".

وأضاف أن "الخسائر الاقتصادية الهائلة التي تكبدتها إسرائيل خلال الحرب على غزة، والمقدرة بمليارات الدولارات، جعلت من فتح جبهات إضافية أمرًا غير ممكن في ظل واقع داخلي وإقليمي لا يتحمل المزيد من التصعيد".

ويشير إلى أن "الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل، الذي بدا واضحًا في بداية الحرب على غزة، بدأ يتراجع في الوقت الحالي".

وتابع: "الجيش الإسرائيلي يعاني من أزمة داخلية حادة، أبرزها الاعتماد المفرط على جيش الاحتياط، حيث استُنزف عدد كبير من أفراده، وبدأت تتعالى أصوات في الداخل ترفض الاستمرار في الخدمة، خاصة من ضباط ولواءات سابقين، سواء في غزة أم على الجبهة الشمالية مع لبنان".

أخبار ذات علاقة

مقاتلون من حماس في غزة

اغتيال مسؤول أمني بارز في حماس وسط غزة

ولفت إلى "تحدٍ آخر يواجه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وهو امتناع الحريديم (اليهود المتدينين) عن الخدمة العسكرية؛ ما يشكّل عبئًا ديموغرافيًا وأمنيًا، في ظل حاجة إسرائيل إلى عدد كبير من الجنود الجاهزين لأي تصعيد محتمل".

وأشار أبو جراد أيضًا إلى تراجع مخزون العتاد العسكري، نتيجة امتناع بعض الدول الأوروبية عن تزويد إسرائيل بالسلاح؛ ما يُضعف من جاهزيتها لفتح جبهات متعددة، مضيفًا أن "هذا النقص في السلاح، إلى جانب النقص العددي في صفوف الجنود، يضع إسرائيل في مأزق استراتيجي غير مسبوق".

وقال إن "الأزمات الداخلية المتراكمة في إسرائيل سواء على الصعيد العسكري نتيجة الاستنزاف والرفض الشعبي للخدمة، أم الاقتصادي بفعل الخسائر الهائلة، أم السياسي بسبب انقسام الحكومة يجعل فتح جبهات غير ممكن".

خطة ترامب بشأن غزة
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC