يخوض قادة أوروبيون حراكا واسعا لمناقشة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وكان الملف الأوكراني حاضرا بقوة على هامش قمة العشرين في جوهانسبرغ بينما يتأهب الأوروبيون لاجتماع عاجل الاحد في جنيف.
ويحرص رؤساء الدول والحكومات الأوروبية، الذين عقدوا اجتماعات خاصة عديدة في قمة جوهانسبرغ، على عدم معارضة خطة ترامب مباشرةً، بل يعتبرونها ببساطة "نقطة انطلاق"، لكنهم اعتبروا أنهم "مهمشون" وفق تقرير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.
ويقول التقرير "منذ أن اطلعوا عبر الصحافة على مضمون خطة السلام الأمريكية لأوكرانيا، التي تتضمن عدة مطالب روسية، يسعى قادة أوروبيون بارزون إلى التعبئة للتأثير على مسار الأحداث، وقد كان هذا هو هدف مناقشاتهم المحمومة على هامش قمة العشرين السنوية، التي افتتحت يوم السبت في جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا، في غياب ترامب، والنتيجة: رد فعل حذر تجاه الرئيس الأمريكي، ومحاولة للانخراط في هذه اللعبة الدبلوماسية الجديدة، بدلًا من المخاطرة بالصدام معه".
ويُقرّ بيانٌ وقّعه، من بين آخرين، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بأنّ الخطة الأمريكية المكوّنة من 28 نقطة "تتضمّن عناصر مهمة ستكون أساسية لتحقيق سلام عادل ودائم"، ويعتبرها "أساسًا يتطلب مزيدًا من العمل".
ومع ذلك، يُعرب البيان أيضًا عن تحفظاتٍ جدية بشأن التنازل عن الأراضي والقيود التي من شأنها أن تُقيّد الجيش الأوكراني.
وكرّر ماكرون هذه التحفظات بعد ساعات قليلة في تصريح صحفي، قائلا: "أي مبادرة تسعى إلى السلام جيدة؛ والآن نعرف الشروط التي تُعتبر مقبولة في ظلها".
وأعرب الرئيس الفرنسي عن أسفه لعدم "التفاوض مع الأوروبيين" على خطة السلام، كما سعى إلى جعل إشراك الأوروبيين في المناقشات المستقبلية أمرًا لا مفر منه، مؤكدًا أن "الأصول الروسية المجمدة في أيدي الأوروبيين" وأن "اندماج أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي هو في أيدي الأوروبيين"، وفق تعبيره.
وعلى الرغم من المبادرة الأمريكية المفاجئة، عقد القادة الأوروبيون اجتماعات خاصة عديدة على هامش قمة مجموعة العشرين قبل إصدار هذا البيان.
وتحدث ماكرون بشكل خاص مع فريدريش ميرتس وكير ستارمر، قبل اجتماع أوسع مع عدد من القادة الآخرين.
ويعقد مستشارو الأمن القومي الفرنسي والألماني والبريطاني اجتماعًا مع نظرائهم من الولايات المتحدة وأوكرانيا، صباح الأحد في جنيف، لبحث الخطة الأمريكية بشأن أوكرانيا، بحسب مصادر متطابقة.
وأشار أحد المصادر إلى أن "مستشار الرئيس الفرنسي سيتوجه إلى جنيف غدا برفقة زملائه من مجموعة الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا)".
وأوضح مصدر آخر أن "النقاش سيُجرى بين الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية الثلاث والأوكرانيين"، بحسب "فرانس برس".