logo
غزو ثم حرب شاملة.. الصين وتايوان تجددان مخاوف العالم من "صراع مفتوح"(إنفوغراف)
مناورات تايوانالمصدر: إرم نيوز
العالم

غزو ثم حرب شاملة.. الصين وتايوان تجددان مخاوف العالم من "صراع مفتوح"(إنفوغراف)

13 يوليو 2025، 12:26 م

من واشنطن إلى بكين مروراً بموسكو، تتعزز مؤشرات اندلاع حرب جديدة بعد "غزو" صيني "محتمل" لتايوان، دفع الولايات المتحدة إلى إرسال رسائل واضحة إلى دول معيّنة لتحدد موقفها بشأن الحرب "القادمة". 

وفي الإشارات الواضحة أيضاً المناورات السنوية "المعتادة" لتايوان، التي جاءت بأسلحة "غير معتادة"، مستعرضة أبرز ما ورد إليها من واشنطن من ترسانة، وأهمها إطلاق الصاروخ المتحرك "هيمارس"، وبمشاركة 22 ألف جندي احتياطي، بزيادة "استثنائية" قدرها 50%.

وفي المقابل، تواصل الصين التي تطالب بضم تايوان وتعتبرها "مهمة تاريخية"، حملتها التجسسية، وخطواتها التصعيدية التي تشي بأن الغزو قد يكون قبل التقديرات الأمريكية التي رجّحت سابقاً أن يكون بعد عامين، أي في 2027، إذ أرسلت مؤخراً 74 طائرة حربية باتجاه تايوان، مفتتحة مساراً جوياً فاقم التوتر.

والغزو ثم الحرب إن وقعا، فإنهما سيؤديان بحسب خبراء إلى كسر كل الموانع التي تحول دون نشوب حرب عالمية ثالثة، خصوصاً مع التحفز الروسي، فقد يجد حلف شمال الأطلسي نفسه قريباً في حرب على جبهتين، كما عبّر الأمين العام للناتو، مارك روته.

أمريكا تطلب توضحيات 

في أحدث مؤشر على نُذر اقتراب الصراع من الانفجار، كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" يوم السبت، أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت توضيحات من حلفائها بشأن دورهم في الحرب المحتملة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس التايواني لاي تشينغ وعدد من القادة خلال المناورة

تايوان توجه رسالة مزدوجة لواشنطن وبكين عبر مناورة "هان كوانغ"

 ووفق الصحيفة، فإن البنتاغون حث اليابان وأستراليا على توضيح الدور الذي ستلعبانه في حال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة والصين بسبب تايوان التي تعد واشنطن أهم مورد للأسلحة لديها، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بينهما. 

وذكر التقرير، نقلاً عن أشخاص مطلعين على المناقشات، أن إلبريدج كولبي، وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للسياسات، كان يضغط على هذه المسألة خلال محادثات حديثة مع مسؤولي الدفاع في كلا البلدين.

وقالت "فاينانشال تايمز" إن الطلب المذكور فاجأ طوكيو وكانبيرا على حد سواء، حيث إن الولايات المتحدة نفسها لا تقدم ضماناً مفتوحاً للدفاع عن تايوان.

معتادة واستثنائية

في الأثناء، كانت التدريبات المكثفة والدبابات الأمريكية الجديدة تضيف قوة "استثنائية" إلى مناورات هان كوانغ السنوية "المعتادة"، والتي تُعقد منذ عام 1984، بمشاركة آلاف الجنود في مناورات برية وبحرية وجوية واسعة النطاق، تُبرز أحدث المعدات العسكرية التايوانية.

لكن في هذا العام، وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن تايوان "تظهر صمودها في وجه خطر الغزو الصيني من خلال مناورة دفاعية سنوية، أطول وأضخم كثيرا من المناورات السابقة".

وتزامن هذا الحدث الموسع، الذي افتُتح يوم الأربعاء، مع ما يصفه مسؤولو الأمن بالتهديد المتزايد للقوات المسلحة الصينية، وهو ما جسّده الفريق سون لي فانغ، المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني التايوانية حين قال: "علينا أن نُفهم بكين أن أي عمل عسكري تتخذه سيحمل الآن مزيداً من عدم اليقين. ستواجه مقاومة أقوى منا".

وافتتحت تايوان المناورات التي تستمر عشرة أيام باستدعاء غير مسبوق لـ 22 ألف جندي احتياطي. وتشمل الإضافات الأخرى نظام هيمارس الذي تم تشغيله حديثاً، وهو نظام إطلاق صواريخ أمريكي الصنع تم تسليمه أواخر العام الماضي، ويضع الأهداف على طول الساحل الجنوبي الشرقي للصين في مرمى النيران. كما تُعدّ التدريبات التي تستخدم فيها الطائرات دون طيار محور تركيز جديد لتايوان.

وعلى هامش التدريبات، أشرف الرئيس لاي تشينغ تي يوم الخميس على أول عرض حيّ علني لدبابات أبرامز الأمريكية الجديدة من طراز M1A2 التايوانية، وهي تطوير طال انتظاره لدبابات باتون من حقبة حرب فيتنام التي اعتمد عليها جيشها لعقود. 

في ميدان رماية ساحلي في هسينشو، واجهت فصيلة دبابات مياه مضيق تايوان المتلاطمة وأطلقت قذائف حية على أهداف ثابتة ومتحركة.

الصين تراقب وتتجسس

وبعد التحشيد العسكري، كشفت صحيفة "بوليتيكو" عن أن بكين وسّعت بشكل كبير حملتها التجسسية لإحباط فرص تايوان في وقف أي استيلاء صيني بالقوة، كاشفة أن عدد التايوانيين المتهمين بالتجسس لصالح الصين ارتفع من 16 شخصاً في 2021 إلى 64.

ويعتقد أندرو نين-دزو يانغ، الذي شغل منصب وزير الدفاع التايواني عام 2013، أن الأمر سيزداد سوءاً، فالجواسيس على أعلى المستويات ويُلحقون ضرراً بالغاً بالأمن القومي. 

أخبار ذات علاقة

قطع بحرية أمريكية  في مضيق تايوان

افتتاح مسار جوي جديد يفاقم التوتر بين الصين وتايوان

 كما يحذر من أن التجسس قد يُقوّض جدوى الأسلحة الأمريكية، بما في ذلك صواريخ باتريوت وطائرات إف-16 المقاتلة ودبابات أبرامز القتالية، في صد أي هجوم صيني مستقبلي، بل يُثير مخاطر على القوات العسكرية التي قد تنشرها واشنطن في حال نشوب صراع مستقبلي.

ويقول مسؤول استخبارات أمريكي سابق مُختص بالشأن التايواني: "سواء من خلال اختراق فردي استثنائي أو من خلال اختراقات تراكمية، قد يتمتع الصينيون بميزة استخباراتية كبيرة في حال نشوب حرب مع تايوان، وبالتالي مع الولايات المتحدة".

ووُجد جواسيس صينيون مُختبئون في الصفوف العليا من حكومة الرئيس لاي تشينغ تي. ووجّهت محكمة تايوانية الشهر الماضي تهمة التجسس إلى مساعدين سابقين كبار لنائب الرئيس.

الحرب الثالثة؟

هل يُشعل غزو الصين لتايوان شرارة هجوم روسي على الناتو.. يرى خبراء أن ذلك "محتمل"، وهو سيناريو سيمثل عملياً، حرباً عالمية بين القوى النووية العظمى.

إذا تحركت بكين ضد تايوان، فقد يجد الناتو نفسه قريباً في حرب على جبهتين مع الصين وروسيا، بحسب تصريح الأمين العام للحلف، مارك روته، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الأسبوع الماضي. 

وعززت بكين وموسكو تحالفهما بهدف إزاحة الولايات المتحدة عن عرش القوة العظمى العالمية، وهو تعاون يتجلى بوضوح في دعم الصين لحرب روسيا ضد أوكرانيا.

في غضون ذلك، لا يزال الناتو يعاني من حرب أوكرانيا والانقسامات الداخلية التي أحدثتها رئاسة دونالد ترامب. ومن شأن الصين أن تعمل على تأجيج هذه الاضطرابات، وتضمن أن يظل اهتمام التحالف منقسماً، بينما تسعى بكين إلى تحقيق طموحاتها الإقليمية.

ووفق ما تنقل صحيفة "كييف إندبندنت" عن اللواء المتقاعد في الجيش الأسترالي، ميك رايان، أنه إذا قررت الصين ضم تايوان إليها بالقوة، فستبذل قصارى جهدها لضمان مواجهة كل من أوروبا وأمريكا لأكبر عدد ممكن من التحديات المتفرقة.

الصين وروسيا تتطلعان إلى حرب على جبهتين مع الغرب، وتستشهد الصحيفة بقول وزير الخارجية الصيني وانغ يي مؤخراً لكبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن بلاده لا تستطيع تحمل خسارة روسيا حربها ضد أوكرانيا، لأن ذلك سيسمح للولايات المتحدة بتحويل تركيزها نحو بكين.

وتعتبر ناتاليا بوتيرسكا، الخبيرة في شؤون شرق آسيا في مركز أوروبا الجديدة في كييف أن تصريح الوزير الصيني "يؤكد الاعتراف بمصلحة بكين الاستراتيجية في استنزاف الموارد الغربية في القارة الأوروبية".

ولطالما حذّر الخبراء من أن الصين تراقب عن كثب غزو روسيا لأوكرانيا لاستخلاص الدروس من غزو محتمل لتايوان. لكن هذا الاهتمام لا يقتصر على المجال العسكري.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC