معركة متجددة يخوضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، عنوانها "العلني" نشر قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس لصد الاحتجاجات حملة ترامب على الهجرة في المنطقة.
لكن نيوسوم ألقى بتغريدة "مُلغّزة" على إكس، اعتبر فيها أن ترامب قد "دبّر" المواجهة عمدًا، في تلميح أحالته تقارير صحفية إلى محاولة الرئيس الأمريكي نصب "مكائد" للمرشح المحتمل للرئاسة عام 2028 عن الحزب الديمقراطي.
ووفق تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية، فإن نيوسوم، البالغ من العمر 57 عامًا، هو أحد أبرز المرشحين الديمقراطيين لرئاسة الولايات المتحدة عام 2028.
ونظراً لأنه ممنوع دستوريًّا من الترشح لولاية رئاسية ثالثة، يعتقد البعض أن ترامب يُضيّع وقتًا طويلًا في التواصل مع ديمقراطي ذي طموحات واضحة، إلا أن آراء أخرى ترى أن الرئيس الأمريكي الحالي يرى في حكام كاليفورنيا "منافسًا" على الانتخابات القادمة.
ولمّح ترامب بإصرار إلى احتمالية ترشحه لولاية ثالثة، فقد أسعد الجمهوريين في حفل أقيم في البيت الأبيض الأسبوع الماضي بإشارة جديدة إلى آماله لعام 2028، قائلًا وسط هتافات حماسية: "سنستمر في الرئاسة لأربع سنوات أخرى. ربما ثماني سنوات أخرى".
كما ترى "التايمز" أن ترامب يستمتع، وعلى نطاق واسع، بتصوير نفسه في مواجهة خصم ديمقراطي، ومثل هيلاري كلينتون وجو بايدن، اكتسب نيوسوم لقبًا من الرئيس الأمريكي الحالي، وهو "الحثالة".
أشعل ترامب شرارة تنافسه المرير مع جافين نيوسوم، بنشره ألفي جندي في لوس أنجلوس، لكن بصفته مالكًا لكروم العنب في وادي نابا، رسّخ حاكم كاليفورنيا مكانة الولاية كحصن للمقاومة الليبرالية لرئاسة ترامب.
هذا العام، خصص نيوسوم 50 مليون دولار لكاليفورنيا "المحصنة ضد ترامب"، أغنى ولاية في الولايات المتحدة، واعدًا برفع دعاوى قانونية ضد تجاوزات البيت الأبيض.
برز عمدة سان فرانسيسكو السابق على الصعيد الوطني عندما تجاهل قانونًا للولاية يسمح بزواج المثليين في المدينة عام 2004، ليردّ ترامب بغضب على "عدائية" نيوسوم، بعد خلاف سابق معه حول جائحة كورونا، والحدود مع المكسيك، وحرائق الغابات في لوس أنجلوس.
ألقى ترامب باللوم في حرائق يناير المدمرة على "عدم كفاءة نيوسوم الفادحة"، وسخر من قوانين حماية البيئة في كاليفورنيا، التي تحد من استخراج المياه من دلتا نهر ساكرامنتو-سان جواكين للحفاظ على موطن سمكة السملت المهددة بالانقراض، متهمًا نيوسوم بأنه لا يهتم بسكان لوس أنجلوس بقدر ما يهتم ببعض "الأسماك عديمة القيمة".
ونظرًا لإدراكه التام لمكائد ترامب السياسية، اتهمه نيوسوم بنشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس لتدبير مواجهة عمدًا. ودعاه إلى الهدوء.
وكتب على موقع إكس: "تتولى الحكومة الفيدرالية مسؤولية الحرس الوطني في كاليفورنيا وتنشر 2000 جندي في لوس أنجلوس - ليس بسبب نقص في إنفاذ القانون، بل لأنهم يريدون مشهدًا استعراضيًّا".
ويجد نيوسوم نفسه مدافعًا عن المجتمعات اللاتينية التي تقاوم حملة ترامب على الهجرة، وهو أمر قد يأمل الرئيس الأمريكي أن يُنفّر الناخبين في أمريكا الوسطى بحلول 2028. لكن نيوسوم، الذي تنتهي ولايته كحاكم لكاليفورنيا العام المقبل، بدأ بالفعل في التخلي عن مصداقيته الليبرالية قبل ترشحه الرئاسي المتوقع.