مصدر دبلوماسي أوروبي: خطة الضمانات الأمنية تحظى بدعم إدارة ترامب
استغرق إعداد المطلب الروسي الرئيس الذي سيقدمه زعيم الكرملين، فلاديمير بوتين، إلى نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، في قمّتهما، اليوم الجمعة، بولاية ألاسكا، 11 عاماً، وهو السيطرة الكاملة والمطلقة على إقليم دونباس.
ووفق تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية، فإن السيطرة على دونباس، وهو الاسم الجماعي لمقاطعتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا، هاجس الزعيم الروسي منذ العام 2014.
وسيسعى بوتين إلى إقناع ترامب بالتنازل عن أجزاء من مقاطعة دونباس التي لا تزال أجزاء منها تحت سيطرة أوكرانيا، فرغم المعارك الطاحنة التي شهدتها، إلا أنَّ "السيطرة الكاملة والمطلقة" لم تتحقق حتى الآن.
وخاضت القوات الروسية معارك في منطقة دونباس منذ "ثورة ميدان العام 2014"، والتي أطاحت بفيكتور يانوكوفيتش، الرئيس الأوكراني الموالي للكرملين، في ذلك العام، أرسلت موسكو جنوداً روساً متنكّرين في زي انفصاليين محليين.
ويثير تعنّت الأوكرانيين في الدفاع عن دونيتسك، تلك المنطقة الصناعية الغنية بأكوام الخبث ومناجم الفحم، غضب الكرملين، رغم تقدم القوات الروسية مسافة 30 ميلاً تقريباً على طول خطوط المواجهة في المقاطعة منذ بدء الحرب قبل 3 سنوات ونصف.
لقي مئات الآلاف من الرجال حتفهم في معارك أفدييفكا، وباخموت، وتشاسييف يار، وبوكروفسك، ويقدّر معهد دراسات الحرب، وهو مركز أبحاث، أن الكرملين خسر "ما يزيد على 5 فرق من المركبات المدرعة والدبابات" في معركة بوكروفسك وحدها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكان السقوط الوشيك للمدينة الحامية متوقعاً منذ أكثر من عام، ومع ذلك، لا تزال المدينة، بالكاد، تحت السيطرة الأوكرانية.
وفي الأيام الأخيرة، اخترقت القوات الروسية منطقة دوبروبييا، مُشكّلة نتوءاً خطيراً، لكن الأوكرانيين يعتقدون أنهم نجحوا في تحقيق الاستقرار، ومن المرجح أن يُضطر بوتين إلى مواصلة العمل الدؤوب لسنوات للسيطرة على ما تبقى من دونيتسك.
ونظراً لهذه الصعوبات، فإن إقناع ترامب بتسليم منطقة دونباس بأكملها سيكون بمثابة انقلاب دبلوماسي بالنسبة لبوتين، وفق "التايمز"، وهو أسهل كثيراً من القتال تحت سماء مليئة بالطائرات دون طيار عبر أميال من الدفاعات الأوكرانية المضادة للدبابات، وحقول الألغام، والخنادق.
وترى الصحيفة البريطانية في المقابل، أن السيطرة "الكاملة" الروسية "المتوقعة" على دونباس ستجعل أوكرانيا عرضة لمزيد من الهجمات، وقد تكون خطوط المواجهة في دونيتسك على بُعد مئات الأميال من كييف، لكنها تُشكّل حجر الزاوية في دفاعات أوكرانيا.
يعتقد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن التخلّي عن المواقع المحصنة في دونباس، سيُمكّن الروس من الزحف نحو العاصمة كييف متى شاء، وقال إن المنطقة قد تكون "نقطة انطلاق لهجوم جديد في المستقبل".