على الرغم من توقيع اتفاق السلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا في واشنطن يوم 4 ديسمبر/كانون الأول، شهدت مقاطعة كيفو الجنوبية تصعيدا خطيرا للأعمال القتالية منذ 7 ديسمبر.
وقد سجلت الاشتباكات بين الجيش الكونغولي المدعوم بآلاف الجنود البورونديين من جهة، وحركة "23 مارس/آذار" المدعومة من كيغالي من جهة أخرى، خسائر بشرية ومادية كبيرة.
لوفونغي في قلب الصراع
شهدت بلدة لوفونغي، الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا شمال أوفيرا وعلى ضفاف بحيرة تنجانيقا، مواجهات عنيفة أسفرت عن سيطرة حركة إم23 على البلدة مؤقتا.
وأكد مصدر عسكري كونغولي أن الجيش يعمل على استعادة السيطرة، مشيرا إلى حجم التحركات العسكرية التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الأخيرة.
ويعكس هذا التصعيد استمرار هشاشة اتفاق السلام في تحقيق استقرار فوري على الأرض، بعد فترة قصيرة من الهدوء النسبي منذ مارس/آذار.
خسائر بشرية وانعكاسات إنسانية
أسفرت المعارك عن مقتل ما لا يقل عن عشرين جنديا بورونديا خلال العمليات على الأراضي الكونغولية، وفق مصادر عسكرية في بوجومبورا.
ويأتي تواجد الجيش البوروندي في إطار اتفاقية تعاون عسكري دخلت حيز التنفيذ منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي المقابل، حذر الرئيس البوروندي إيفاريست ندايشيميي من خطر تصاعد الصراع إلى حرب إقليمية في منطقة البحيرات العظمى، بالتزامن مع تحذيرات الأمم المتحدة.
وعلى الصعيد الإنساني، تدهورت الأوضاع بشكل حاد في جنوب كيفو، حيث نزح السكان إلى مناطق أكثر أمانا، بينما بقي البعض محاصرين في منازلهم لعدة أيام، وفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أوفيرا.
وأشار رئيس مكتب اللجنة، جبريل مامادو ديالو، إلى أن المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، يعيشون تحت تهديد مستمر على عدة جبهات.
تحديات تطبيق اتفاق السلام
رغم التوقيع الرسمي على الاتفاق، لم يفلح بعد في تهدئة التوتر على الأرض أو وقف القتال بين الأطراف المتصارعة.
وتعكس الاشتباكات الأخيرة محدودية قدرة الأطراف على الالتزام بالتعهدات، وتعقيد المشهد الأمني في شرق الكونغو، حيث تتداخل مصالح القوى المحلية والإقليمية؛ ما يجعل أي استقرار هشا ومؤقتا في ظل استمرار الدعم العسكري الخارجي لبعض الميليشيات المسلحة.