"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
يبدو أن هناك العديد من الرسائل الحاسمة التي يريد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب توجيهها إلى طهران، في ظل ما خرج من أنباء عن دراسته تعيين ريتشارد غرينيل، ليكون مبعوثا له إلى إيران، وهو الرجل الذي وصف بـ"الماكر الفعال".
وقال خبراء في العلاقات الدولية والشأن الإيراني، إن رسائل ترامب إلى إيران في هذا الصدد، أنه لن يسمح بوصولها إلى إنتاج قنبلة نووية، وأن تمنع تقديم مساعدات لأذرعها في المنطقة.
أما بالنسبة لرسائل ترامب إلى الشرق الأوسط، في هذا الصدد، بحسب الخبراء الذين تحدثوا لـ"إرم نيوز"، فهي عدم السماح بالمساس بأمن إسرائيل، أو القبول باستمرار حالة انفلات الميليشيات في المنطقة.
وكانت وكالات الأنباء نقلت عن مصدرين مطلعين على خطط انتقال السلطة في الولايات المتحدة، أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يدرس الآن اختيار ريتشارد غرينيل مسؤول المخابرات السابق ليكون مبعوثًا خاصا لإيران.
ويقول الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، الدكتور نبيل الحيدري، إن غرينيل المحتمل تعيينه من جانب ترامب، كمندوب له إلى إيران، كان في الولاية السابقة للرئيس الجمهوري، سفيرا له لدى في ألمانيا، ومبعوث مفاوضات السلام بين صربيا وكوسوفو، وأيضا القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية في الفترة من 2017 حتى 2021.
ويؤكد الحيدري أنه يُتوقع من غرينيل في حال تسلمه هذا المنصب، أن يقوم بأكثر من مهمة في وقت واحد، ما بين ممارسة ضغوط اقتصادية كبيرة للغاية على طهران، والتعاون مع إسرائيل ربما في ضرب مفاعلات نووية، للوصول إلى إجبار إيران على عقد اتفاق جديد فيما يخص المسألة النووية، ليس على شاكلة الاتفاق الذي قام به الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، وبشروط جديدة وصعبة على طهران التي ستكون حينئذ مجبرة على ذلك، في ظل العقوبات المفروضة عليها وأيضا خسائرها مؤخرا.
وأشار الحيدري إلى ضعف إيران في هذه الفترة مقارنة بأي وقت سابق، وسط انعكاس آثار العقوبات اقتصاديا على الداخل، فضلا عما تعرضت له أذرعها مؤخرا لاسيما مع ما جرى لحزب الله في لبنان وصولا إلى سقوط النظام السوري.
واستكمل الحيدري بالقول إن ترامب يرى في غرينيل، القدرة على التعامل مع إيران التي اعتادت على ممارسة ما يسمى بـ"الصبر الاستراتيجي" و"التقية السياسية" والالتفاف حول القوانين الدولية والسير في تخصيب اليورانيوم في مفاعلاتها بدرجات عالية، وهو ما سيجعل الرئيس الجمهوري المنتخب، يعمل في حال التوجه لاتفاق نووي مع إيران أن يكون "اتفاقا مذلا"، بحسب الحيدري.
من جهته يرى الخبير في العلاقات الدولية، محمد أشياتو، أن أهم الرسائل التي يريد ترامب توجيهها إلى إيران، من خلال تعيين مبعوث له إلى طهران، ضرورة وقف مساعي طهران حول إنتاج قنبلة ذرية وعدم تقديم مساعدة لأذرعها في المنطقة، حتى لا يكون هناك جانب آخر من السياسات الصعبة التي ستنتهجها واشنطن حينئذ تجاه طهران، تكون درجتها الأولى فرض جانب آخر من العقوبات الدولية، مما يزيد الضغوط والاختناقات التي تعاني منها إيران.
وأوضح أشياتو أن من بين الرسائل التي سيوجهها ترامب للشرق الأوسط عبر غرينيل في حال تسلمه المنصب كمبعوث لإيران، رفض واشنطن تهديد أمن إسرائيل، وعدم استمرار حالة انفلات الميليشيات في المنطقة.
وأضاف أشياتو أن ترامب لا يريد أن تكون إيران قوة اقليمية في ظل تهديدها ببرنامجها النووي وميليشياتها المنتشرة في المنطقة، وبخصوص ذلك سيجهز لطهران برنامجا خاصا في سياسته، لتقليم أظافرها وردع سياساتها التي تنتهجها في المنطقة، وفق قوله.
وبين أشياتو أن المنتظر من ترامب خلال ولايته المقبلة، أن يفرض على إيران عقوبات إضافية إضافة إلى العقوبات القائمة، منها ما هو مالي وتكنولوجي، وهذه العقوبات سيكون لها تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني في ظل سياسة سيعتمدها، تهدف إلى تعقيد الأوضاع المالية في طهران، أكثر مما عليه الآن، بفعل ما تتعرض له من عقوبات قائمة.