رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف

logo
العالم

الهند وآخرون.. هل يخسر ترامب "الحلفاء" في حربه "المجهولة" ضد الصين؟

ترامب ورئيس كوريا الجنوبيةالمصدر: رويترز

بينما تتصاعد نُذر المواجهة بين الولايات المتحدة والصين، ضمن سياق أبعد من الحرب التجارية، تبرز سياسات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي دفعت حلفاء مثل الهند وكوريا الجنوبية واليابان، للابتعاد عن واشنطن، ما يقوض جهود بناء تحالف موحّد ضد بكين.

ويرى تقرير لموقع "ناشيونال سكيورتي جورنال" أن السياسات "العقابية" التي مارسها ترامب ضدّ حلفاء تاريخيين للولايات المتحدة دفعهتم نحو الابتعاد أو التحوط، ما أضعف السياسة الخارجية الأمريكية طويلة الأمد، خاصة في شرق آسيا حيث تحتاج الولايات المتحدة إلى شركاء محليين أقوياء.

وشهد هذا الأسبوع تصعيدًا دراماتيكيًا في النزاع التجاري، إذ فرضت الصين قيودًا على وصول أمريكا إلى المعادن الأرضية النادرة، الضرورية للصناعات الدفاعية والتكنولوجية، ليردّ ترامب فورًا بوعد برسم جمركي عقابي بنسبة 100%، يضاف إلى الـ30% الحالية على الصادرات الصينية، ما أدى إلى انهيار سوق الأسهم الأمريكية بـ900 نقطة. 

ورغم انتعاش العلاقات مؤقتًا، أصبح واضحًا أن البلدين يتجهان نحو فك ارتباط اقتصادي عميق، ينهي ما سمّاه المؤرخ نيل فيرجسون "شيميريكا"، أي الترابط المتبادل الذي كبح المنافسة الأمنية لعقود ودعم السلام.

وبينما كانت الصين منتجًا منخفض التكلفة للمستهلك الأمريكي، وممولًا لعجز ميزانيته، كانت أمريكا سوقًا هائلة ساهمت في صعود بكين، لكن حرب ترامب التجارية تحول المنافسة إلى "تنافس قوى عظمى"، مع نقاط اشتعال مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي ترامب يتحدث للصحفيين

حرب أم صفقة؟.. ترامب يتأرجح بين العقاب والتقارب مع الصين

وفي ظل هذا التوتر الماضي إلى أفق "مجهول"، تفتقد واشنطن إلى حلفاء إقليميين لمنع هيمنة صينية تهدد أمنها، كما سعت استراتيجيتها التاريخية لمنع هيمنة المحور في الحرب العالمية الثانية أو الشيوعيين في الحرب الباردة. 

وستكون الهيمنة الصينية في شرق آسيا كارثية على الولايات المتحدة، ما يهدد تعدد الأقطاب في تلك المنطقة، بعد "التصرفات المعيبة" لترامب مع حلفائه، وفق وصف الخبير بروس كلينجر، الذي اعتبر أيضًا أن حرب التعريفات الموجهة أساسًا ضد اليابان وكوريا الجنوبية والهند "كارثة جيوسياسية".

وتواجه هذه الدول توترات حدودية مع الصين، حاسمة لنفوذ واشنطن، فجزيرة غوام الأمريكية صغيرة وعرضة للصواريخ، ولا تستطيع تحمل العبء وحدها. 

وفي كوريا الجنوبية، تسببت معاملة ترامب "السيئة" في توترات حادة، مع تصريحات حكومية علنية برغبتها في مسافة متساوية بين واشنطن وبكين. 

أما اليابان، الحليف الرئيس، فتواجه ضغوطًا تجارية تجعل الثقة في التحالف تتآكل، بينما تشعر الهند بالقلق من تراجع الالتزام الأمريكي، ما قد يدفعها لتعزيز علاقاتها مع الصين أو الاعتماد على نفسها، لتبدو الولايات المتحدة مفتقدة إلى القدرة على تشكيل تحالف ضدّ الصين، إذ يخسر ترامب الشركاء "وقت الحاجة إليهم".

وبينما تتحدث تقارير عن صفقة كبرى مع الصين تسمح بانسحاب أمريكي من آسيا، للتركيز على نصف الكرة الغربي، وهو ما قد يدفع الحلفاء "الضعفاء والمنقسمين" في شرق آسيا، للسعي للحصول على أسلحة نووية لصد الهيمنة الصينية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC