ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"

logo
العالم

حرب أوكرانيا مسألة "ثانوية".. ماذا يحضر بوتين لترامب في قمة ألاسكا؟

حرب أوكرانيا مسألة "ثانوية".. ماذا يحضر بوتين لترامب في قمة ألاسكا؟
بوتين وترامب في لقاء سابقالمصدر: رويترز
12 أغسطس 2025، 4:17 م

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن توقعات روسيا تتصاعد قبيل انعقاد قمة ألاسكا بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، حيث تعقد موسكو آمالًا على إعادة ضبط العلاقات مع واشنطن من خلال فتح أبواب التعاون الاقتصادي في مناطق إستراتيجية في القُطب الشمالي وخارجه.

أخبار ذات علاقة

فلاديمير بوتين ودونالد ترامب

ألاسكا تعود إلى الواجهة.. ترامب وبوتين وجها لوجه في أرض "الصفقة التاريخية"

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن بوتين يسعى إلى فصل ملف الحرب الأوكرانية عن ملف العلاقات الروسية الأمريكية، مفضلًا تطوير العلاقات مع واشنطن دون إنهاء الحرب.

وقال كيريل دميترييف، كبير مساعدي بوتين، إن "المحافظين الجدد ومُحبي الحرب الآخرين لن يبتسموا" عندما يلتقي الزعيمان. وأضاف: "سيجلب حوار بوتين وترامب الأمل والسلام والأمن العالمي".

في مقال رأي نشرته وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الرسمية، كتب السفير الروسي السابق ألكسندر ياكوفينكو، أن "تسوية الحرب في أوكرانيا، التي خسرها الغرب منذ زمن طويل، أصبحت قضية ثانوية في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا ــ ليست أكثر من عقبة أمام التطبيع مع واشنطن ويجب علينا التغلب عليها معًا".

ومنذ الإعلان عن القمة، نشرت وسائل الإعلام الروسية العديد من القصص عن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وديمترييف وهما يتشاركان الزلابية المقلية في مطعم في العاصمة الروسية، وعند موقع فندق في موسكو في المستقبل، والذي يوصف بأنه برج ترامب المحتمل في موسكو، والذي زاره الرجلان الأسبوع الماضي.

لكن فيما يتعلق بأوكرانيا، حيث تدور رحى أعنف حرب أوروبية منذ أجيال منذ أكثر من ثلاث سنوات، لم تكن هناك مؤشرات تُذكر على نية بوتين تقديم تسوية جادة. وعرْض الرئيس الروسي، كما نقله ويتكوف، هو وقف إطلاق النار إذا وافقت كييف على التخلي عن أراضٍ، بما في ذلك مناطق لم تتمكن القوات الروسية من السيطرة عليها.

ويقول دبلوماسيون غربيون ومحللون روس إن بوتين يعتقد أنه ينتصر في ساحة المعركة، وأن هدفه الأساس استبدال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنظام دمية في كييف قد يكون في متناول اليد أخيرًا بعد أن توقفت واشنطن عن تزويد كييف بالأسلحة.

وتوقع المحلل السياسي الروسي عباس غالياموف، كاتب خطابات بوتين السابق الذي يعيش الآن في الخارج وينتقد الكرملين، أن يقدم بوتين تنازلات ثانوية تجنبًا للصدام مع ترامب لكنه لن ينهي الحرب.

وقال غالياموف: "السيناريو الأمثل لبوتين هو فصل ملف العلاقات مع أمريكا عن ملف أوكرانيا، على أمل أن تُضعف الملفات السياسية والاقتصادية الأخرى، أهمية أوكرانيا لدى ترامب".

إن مجرد عقد القمة مع ترامب في الولايات المتحدة يُعدّ نصرًا لبوتين، إذ يُسهم في استعادة المكانة الدولية لرئيس يُعامل كشخص منبوذ في معظم أنحاء الغرب، ويواجه مذكرة توقيف بتهم جرائم حرب من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وفقًا للصحيفة.

وقال سيرجي رادشينكو، المؤرخ المتخصص في الحرب الباردة بجامعة جونز هوبكنز: "إن صورة الوقوف بشموخ وفخر على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، هي ما سعت إليها روسيا دائمًا، وهذا ما يُهمّ بوتين حقًا".

وأثار سماح ترامب بانقضاء المهلة التي فرضها على نفسه لرفع العقوبات على روسيا قبل القمة، مخاوف دبلوماسيين أوروبيين من  أن هذه الخطوة قد تشير إلى أن واشنطن لن تمارس ضغوطًا على موسكو مهما حدث في أوكرانيا.

من جانبها، قالت ألكسندرا بروكوبينكو، زميلة مركز كارنيجي روسيا أوراسيا ومستشارة سابقة للبنك المركزي الروسي إن "بوتين مقتنع تمامًا، كما تواصل هيئة الأركان العامة إخباره، أنه مع القليل من الضغط الإضافي، فإن الجبهة الأوكرانية سوف تنهار".

وأضافت أن ذلك لا يعني بالضرورة معارضة روسيا لأي وقف لإطلاق النار بشروطها الخاصة، مثل إنهاء تزويد أوكرانيا بالأسلحة؛ ما يسهل تنفيذ هجماتها المقبلة.

أخبار ذات علاقة

ترامب وبوتين خلال لقاء سابق

أوروبا تحبس أنفاسها.. مخاوف من صفقة "تحت الطاولة" بين بوتين وترامب

وأشار بعض المحللين في موسكو  إلى أن بوتين قد يقدِّم في قمة ألاسكا تنازلًا يتمثل في إعلان وقف محدود لإطلاق النار الجوي، يهدف إلى إنهاء الهجمات الصاروخية التي أودت بحياة مئات المدنيين في المدن الأوكرانية خلال الأشهر الأخيرة.

وتخدم هذه الخطوة مصالح روسيا، حيث إن الهجمات بالطائرات المسيرة بعيدة المدى التي نفذتها أوكرانيا ألحقت أضرارًا كبيرة بمصافي النفط والصناعات العسكرية الروسية، بالإضافة إلى تعطيل حركة الطيران المدني في روسيا.

ويدعو الاقتراح الروسي المقدم قبيل قمة ألاسكا، والذي نقله ويتكوف إلى القادة الأوروبيين وأوكرانيا، كييف إلى تسليم الجزء الشمالي المحصن بشدة من منطقة دونيتسك لروسيا مقابل وقف إطلاق النار. وتبلغ مساحة هذه المنطقة أكثر من مساحة الضفة الغربية بأكملها، وتضم مدنًا صناعية كبيرة.

ورفض زيلينسكي هذا الطلب، مؤكدًا أنه لن يتنازل عن أي أراضٍ أوكرانية، ودعم القادة الأوروبيون موقف كييف، مؤكدين أن أي تنازلات إقليمية يجب أن تكون متبادلة ومصحوبة بضمانات أمنية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC