أكد خبراء في الشأن الأمريكي أن ترامب وهاريس يواجهان احتمالية خسارة أصوات المسلمين لأول مرة في تاريخ انتخابات الرئاسة الأمريكية.
ويأتي التحذير بعد أن أظهر استطلاع للرأي أن الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين الغاضبين من الدعم الأمريكي للحرب في غزة يتحولون من تأييد نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة، كامالا هاريس، إلى دعم مرشحة حزب الخضر، جيل ستاين، بأعداد قد تحرمها من الفوز في ولايات حاسمة ستحدد مصير انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل.
وفي هذا السياق، أكد المحلل السياسي والخبير في شؤون الانتخابات الأمريكية، أحمد عطا، أن جيل ستاين مرشحة حزب الخضر المستقلة تدعم فلسطين، لهذا اتجهت أصوات المسلمين والعرب الأمريكان إليها، التي تفوقت على هاريس وترامب في 3 ولايات حاسمة من أصل 7.
وهذا يعني وفق عطا، أننا أمام أمرين بالنسبة للكتلة الانتخابية للعرب والمسلمين الأمريكان، الأول أنهم لا يشعرون بموقف جاد وحاسم بالوعود التي قدمتها هاريس وترامب تجاه الإبادة الجماعية في فلسطين، والثاني هو أن الرهان للكتلة سيكون خارج المنافسين التقليديين ترامب وهاريس.
ويشير الأمر بحسب عطا إلى أن المسلمين في أمريكا يحاولون أن يحققوا وجودًا من خلال مرشحة الخضر الذي تتبنى قضيتهم وسط كتلة انتخابية يهودية تتجاوز الـ 7 ملايين ناخب أمريكي وهي أكبر جالية سكانية خارج تل أبيب، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى خسارة ترامب وهاريس أصوات الناخبين المسلمين لأول مرة في تاريخ الانتخابات الأمريكية.
ويرى الخبير في الشأن الأمريكي الدكتور عمر الرداد أن ذهاب نسبة من أصوات المسلمين الأمريكيين لصالح مرشحة حزب الخضر، سيكون خسارة لهاريس، ويصب بالتالي بمصلحة ترامب، مشيرًا إلى أنه لا يمكن المبالغة بذلك، إذ يشكل المسلمون فقط 1% من مجموع المواطنين الأمريكيين، يضاف إلى ذلك أنهم لا يشكلون كتلة موحدة، فكثير منهم مع الجمهوريين، وهناك نسبة معنية كما كل الأمريكيين ببرامج هاريس وترامب تجاه قضايا داخلية كالضرائب والأجور والتأمين الصحي والهجرة.
وأظهر استطلاع للرأي أن الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين الغاضبين من الدعم الأمريكي للهجوم الإسرائيلي على غزة يتحولون من تأييد كاملا هاريس إلى دعم مرشحة حزب الخضر جيل ستاين بأعداد قد تحرم المرشحة الديمقراطية من الفوز في ولايات حاسمة ستحدد مصير انتخابات الرئاسة في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني، وفق رويترز.
وكشف الاستطلاع الذي أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) أن 40% من الناخبين المسلمين في ولاية ميشيغان، وهي موطن جالية كبيرة من الأمريكيين العرب، أيدوا ستاين المنتمية لحزب الخضر، وحصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب على 18%، على حين جاءت هاريس، نائبة الرئيس جو بايدن، في المؤخرة بنسبة 12%.
وبين الاستطلاع أن هاريس متقدمة على ترامب بحصدها 29.4% مقابل 11.2% للمرشح الجمهوري، ويفضل 34% مرشحي طرف ثالث منهم ستاين التي حصدت 29.1%.
وحزب الخضر موجود على قوائم التصويت في أغلب الولايات، بما في ذلك الولايات التنافسية جميعها التي قد تحسم نتيجة الانتخابات، ما عدا ولايتي جورجيا ونيفادا، إذ يخوض الحزب معركة قضائية من أجل إدراجه على قوائم التصويت.
وتتقدم ستاين على هاريس بين المسلمين في أريزونا وويسكونسن، وهما ولايتان متأرجحتان تضمان عددًا كبيرًا من السكان المسلمين حيث هزم بايدن ترامب في 2020 بهامش ضئيل.
وفاز بايدن بأصوات المسلمين في 2020، إذ حصل بحسب استطلاعات للرأي عقب التصويت على تأييد ما يتراوح بين 64 و84% منهم، ولكن دعم المسلمين للديمقراطيين انخفض بشكل حاد منذ الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ قرابة العام.
وقالت حركة "غير ملتزم" أمس الخميس، إنها لن تدعم هاريس، على الرغم من معارضة الحركة لترامب، وإنها لن توصي بالتصويت لطرف ثالث، وذكرت الحركة أن ترامب سيسرع أعمال القتل في غزة إذا أعيد انتخابه، ولكن هاريس لم تستجب لطلب الحركة بالاجتماع مع الأمريكيين من أصل فلسطيني ممن فقدوا ذويهم في غزة، بالإضافة إلى عدم موافقتها على مناقشة وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل.
والإسلام هو ثالث أكبر ديانة في الولايات المتحدة بعد المسيحية واليهودية، ويمنع الدستور الأمريكي السؤال عن الهوية الدينية في التعداد العام الذي يجري كل 10 سنوات، وذلك بسبب علمانية الدولة، وفصل الدين عن الدولة.