ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

"كراسنوارميسك" على وشك السقوط.. أكبر تغيير محتمل منذ اندلاع حرب أوكرانيا

جنود روس خلال عرض عسكريالمصدر: رويترز

تقف كراسنوارميسك "بوكرفسك"، اليوم، على مسافة خطوة واحدة من السقوط الكامل بيد روسيا، وفق ما أعلنه رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، ليعود اسم المدينة إلى صدارة المشهد بوصفه أكبر تغيير محتمل في المشهد العسكري منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وتشير أحدث المعطيات إلى أن القوات الروسية وسَّعت سيطرتها المحيطة بكراسنوارميسك، وفي نفس الوقت تتقدم وحدات الجيش الثاني داخل الأحياء المحاصرة في تسنترالني، غورنياك، والمنطقة الصناعية الغربية.  

وبحسب المعلومات الصادرة من دونيتسك، فإن المقاتلين الأوكرانيين داخل الجيوب المحاصرة لم يعودوا قادرين على تحمل الضغط المكثف، مما أدى إلى موجات استسلام متزايدة، أبرزها استسلام نحو 700 جندي بعد معركة استمرت 21 شهرًا، هو الرقم الأكبر منذ مطلع 2025.

ومنذ منتصف نوفمبر فقط تم تحييد ما يزيد على 1,700 جندي أوكراني، وتدمير معدات قتالية تشمل: دبابات، ومدرعات، ومدافع ميدانية، في وقت ضيّقت فيه القوات الروسية الخناق على طرق الإمداد بين كراسنوارميسك وديميتروف، ليصبح الطوق شبه مكتمل.

مثلت المدينة منذ اندلاع الحرب، مركزًا لوجستيًا رئيسًا للشبكة القتالية الأوكرانية، بحكم وجود مركز توزيع سكك حديدية كبير، وطريق H-32 الحيوي الذي يربط الشرق بالغرب، لكن تحول كل شيء خلال الصيف الماضي.

وخلال الفقرة الماضية، نجحت الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة والمدفعية في تعطيل الخطوط الحيوية في المدينة الأوكرانية، وأجبرت كييف على تغيير مسارات الإمداد بعيدًا عن المدينة، ما أفقد كراسنوارميسك تدريجيًا دورها القديم.

ورغم التراجع اللوجستي، إلا أن المدينة لاتزال ذات قيمة رمزية، وإذا سقطت ستكون أكبر مدينة تستولي عليها روسيا منذ باخموت في 2023.

الهدف الروسي الثالث 

ووفقاً للخبراء تعد "كراسنوارميسك" جزءًا من الهدف الفرعي الثالث في العملية الروسية الواسعة للسيطرة على كامل دونيتسك والتقدم، لاحقًا، نحو دنيبروبتروفسك، ويمكن السيطرة على المدينة موسكو من فتح المحور الشمالي نحو كراماتورسك وسلوفيانسك، وهما آخر مدينتين كبيرتين تحت سيطرة كييف في المنطقة.

تشير التقديرات الغربية إلى احتمال سعي روسيا لانتزاع 222,700 كم² إضافية بحلول نهاية 2026، ضمن تصور إستراتيجي يهدف إلى مضاعفة مكاسبها الإقليمية مقارنة ببداية الحرب الشاملة في 2022.

وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية الدكتور نبيل رشوان، إن التقدم الروسي في مدينة كراسنوارميسك أو باكروفسك بالأوكرانية يمثل تطورًا مهمًا، نظرًا لكونها مدينة إستراتيجية وكبيرة نسبيًا.

وأشار لـ"إرم نيوز" إلى أن السيطرة عليها تمنح القوات الروسية ميزة عسكرية واضحة بفضل موقعها المرتفع الذي يسمح بالتحكم في محيطها ومناطق أخرى قريبة.

أخبار ذات علاقة

القوات الروسية

الدفاع الروسية تعلن السيطرة على 3 بلدات أوكرانية

مقاومة الجيش الأوكراني

وكشف الخبير في الشؤون الروسية أن الحديث عن السيطرة على المدينة مستمر منذ فترة، ورغم عدم وجود تأكيد كامل حتى اللحظة، إلا أن المؤشرات الحالية تؤكد أن القوات الروسية تفرض سيطرتها على نحو 90% من المدينة، رغم استمرار مقاومة الجيش الأوكراني، مشيرًا إلى أن السيطرة الأمنية على المدينة ما زالت هشة.

وأضاف المحلل السياسي أن موسكو تسعى إلى إكمال سيطرتها على كامل منطقة الدونباس، موضحًا أن لوغانسك باتت شبه محسومة لصالحها، فيما تبقى بعض المدن الصغيرة في دونيتسك خارج السيطرة الروسية الكاملة، حيث تواصل القوات الروسية عملياتها للسيطرة عليها.

وأشار رشوان، إلى وجود تقدم واضح في دونيتسك وزابوروجيا، لافتًا إلى أن روسيا تمكنت، خلال الأسبوعين الماضيين، من السيطرة على نحو 16 قرية وبلدة صغيرة في مقاطعة زابوروجيا.

وأكد رشوان أن أوكرانيا قد تُضطر للتخلّي عن بعض أراضيها ضمن هذه المبادرة، معتبرًا أن السؤال الأهم هو ما إذا كانت كييف ستقبل بها، وما إذا كان الأوروبيون سيدعمون الاتفاق أو سيعرقلون خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأضاف أن الصورة ستتضح بعد 27 من الشهر الحالي، حيث تُجرى مشاورات مشتركة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين حول بنود المبادرة.

معركة ماريوبول

وقال الباحث في الشؤون الروسية، صدقي زاهر، إن معركة كراسنوارميسك التي كانت تُعرف بالاسم الروسي قبل أن تسمّيها كييف باكروفسك تُعد واحدة من أهم معارك 2025، نظرًا لأهميتها الإستراتيجية وعدد سكانها الذي يبلغ نحو 370 ألف نسمة، مما يجعلها ثاني أكبر تجمع حضري تسيطر عليه روسيا منذ بدء عملياتها العسكرية العام 2022، بعد معركة ماريوبول الشهيرة في أيار 2022.

وأكد لـ"إرم نيوز" أن المدينة تُعد مركزًا اقتصاديًا محوريًا، إذ يبلغ إنتاج الفحم فيها نحو 1.9 مليون طن، ما يجعلها المورد الرئيس لمعامل الصلب الأوكرانية التي تمثل أحد أعمدة الصناعة في البلاد.

وأضاف زاهر أن المنطقة تحتوي على ما يقارب 8 ملايين طن من الفحم، أي ما يعادل ثلث إنتاج أوكرانيا البالغ حوالي 24 مليون طن سنويًا، وهو ما يعزز قيمتها الاقتصادية والإستراتيجية، كما تضم المدينة معادن ثمينة وقعت أوكرانيا بشأنها اتفاقات استثمارية مع الولايات المتحدة.

وأشار الباحث إلى أن هذه العوامل مجتمعة جعلت جبهة دونيتسك من أكثر الجبهات نشاطًا، معتبرًا أن معركة باكروفسك هي ثالث أهم المعارك خلال العامين الماضيين، بعد معركة بخموت 2023، ومعركة أفدييفكا في 2024.

حقوق روسية تاريخية 

وأكد زاهر أن سيطرة موسكو على المدينة تمثل خطوة متقدمة على طريق بسط سيطرتها مستقبلًا على كامل أراضي جمهورية دونيتسك، وهو مطلب تقول موسكو إنه يستند إلى "حقوق تاريخية"، هو ما ترفضه كييف بشكل قاطع.

ولفت إلى أن سقوط المدينة كان متوقعًا خلال الأسابيع الماضية، لكن إصرار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على عدم الانسحاب حال دون ذلك.

وقال إن زيلينسكي كان قد زار المدينة العام الماضي، باعتبارها مركزًا رئيسًا للدفاع عن دونيتسك، وتعهد حينها بعدم التخلي عنها.

وأكد المحلل السياسي أن عام 2025 شكّل مرحلة حاسمة بالنسبة لروسيا في عملياتها داخل المدينة، حيث أدى إصرار أوكرانيا على البقاء إلى محاصرة القوات الأوكرانية داخلها.

أخبار ذات علاقة

جنود أوكرانيون يجهزون مسيّرة

روسيا تسقط 4 طائرات مسيّرة في طريقها إلى موسكو

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC