مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
كشف تقرير حديث أن الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نيودلهي، للقاء رئيس الوزراء ناريندرا مودي، تأتي في وقت حساس يشهد تآكلًا تدريجيًا في الشراكة الروسية-الهندية التاريخية.
وبحسب "المعهد الملكي للشؤون الدولية"، فإن هذه الزيارة المزمعة في 4-5 ديسمبر، ليست إعلانًا عن صعودٍ جديد في العلاقات، بل محاولة من موسكو لوقف التدهور البطيء الذي تفرضه ضغوط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والعقوبات الأمريكية، وتوجُّه الهند نحو تنويع تحالفاتها وتقليل اعتمادها على موسكو.
ويرى الخبراء أن الهند، أكبر مستورد بحري للنفط الروسي بعد الصين، وجدت نفسها في مواجهة اختبار دقيق لتوازن مصالحها: الحفاظ على شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع موسكو، مع تفادي التعرض لعقوبات أمريكية تهدد الاقتصاد والتجارة؛ إذ إن تزايد الضغط الأمريكي دفع نيودلهي إلى تعديل مشترياتها من النفط الروسي، وتوسيع وارداتها من الولايات المتحدة والشرق الأوسط، فيما تبذل الهند جهودًا حثيثة للحفاظ على مسار الاستقلال الاستراتيجي الذي لطالما سعت إليه.
من جهته، يسعى بوتين الذي سيلقي كلمة خلال الجلسة العامة لمنتدى روسيا والهند، وسيحضر القمة السنوية الثالثة والعشرين بين البلدين؛ لتعويض تراجع النفط الروسي عبر تعزيز التعاون في مجالات أخرى تشمل التجارة، والطاقة النووية، والقوى العاملة، والدفاع، ومن المتوقع أن تناقش الزيارة توقيع اتفاقيات للهجرة القانونية للعمالة الهندية الماهرة إلى روسيا، وتوسيع التعاون النووي، وربَّما عقد صفقات دفاعية تشمل مقاتلات "سو-57" وأنظمة صاروخية متقدمة.
ويعتقد مراقبون أن هذه التحركات تهدف لإظهار استمرار الثقة المتبادلة في قطاع الدفاع، رغم التحولات طويلة الأمد التي تشهدها الهند في تنويع وارداتها العسكرية وتعزيز صناعتها الدفاعية المحلية.
أمَّا الهند، في مواجهة هذه الضغوط المتعددة، تحاول الحفاظ على توازن دقيق بين موسكو والغرب، وسط التوترات المتصاعدة بين روسيا والولايات المتحدة، ورغم أن الشراكة الروسية-الهندية لا تزال مهمة عمليًا وأيديولوجيًا، إلَّا أن اتجاهها على المدى الطويل يميل نحو "انحدار مدبر"، في ظل سعي نيودلهي لتعميق الروابط مع أوروبا والولايات المتحدة، وتقليل الاعتماد على روسيا، مع إبقاء الخيارات مفتوحة لمواجهة أي تقلبات مستقبلية في الساحة الدولية.