الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
رغم الاتهامات الغربية لموسكو بالوقوف وراء تفجرين استهدفا مصفاة بتروتل-لوك أويل في رومانيا، ومصفاة الدانوب الأكبر في المجر، إلا أن تقارير ترجّح وقوف أوكرانيا خلفهما في محاولة منها لجرّ أوروبا إلى الحرب.
ووفق تقرير لمنظمة "المحافظ الأمريكي"، فإن كلا المصفاتين تعالجان النفط الروسي، ومصفاة بتروتل-لوك أويل مملوكة لشركة تابعة للوك أويل الروسية، وهي معاقبة أمريكياً، أما الدانوب فتستقبل النفط عبر خط أنابيب دروغبا الروسي، الذي تعرَّض لضربات أوكرانية سابقة.
ويوم الانفجارات، في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اقترح وزراء طاقة الاتحاد الأوروبي حظر استيراد الغاز الروسي بحلول 2026-2028، مما يهدد مصالح المجر ورومانيا المعتمدتين على النفط الروسي.
وتكهنت وسائل إعلام مجرية بمسؤولية أوكرانيا، كما دعم محللون فرضية أن كييف هي المصدر المحتمل، ربّما بدعم أمريكي أو بريطاني أو أوروبي.
ومما غذَّى الشكوك أيضاً، بحسب تقرير المنظمة الأمريكية، أن أوكرانيا لم تعلق على الحادثة، كما أن التجاهل الإعلامي الغربي زاد من فرضية مسؤولية كييف، خاصة أن هجمات أخرى مشابهة في دول أوروبية كانت تواجه بضخ إعلامي يتهم موسكو.
كما أن خط دروغبا هو هدف أوكراني متكرر، وقد أثار غضب المجر، فالانفجارات تثير مرارة أوروبية، خاصة مع رفض بولندا تسليم مشتبه في تفجير نورد ستريم، وتصريحات بولندية تحتفل بتخريب بنية روسية، مما يمنح "إذناً مسبقاً" لهجمات أوروبية.
روسيا ليس لديها دافع: تفجير عملائها النفطيين يضر بشركاتها المعاقبة، بينما مصافيها تتعرض لهجمات أوكرانية.
كما أن السجلّ التاريخي يُظهر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقيّد قواته بأهداف محدودة كما في جورجيا 2008، وأوكرانيا في 2014، لا توسعاً، إذ كان هدفه إبعاد أوكرانيا عن الناتو، لا غزو أوروبا.
وبينما لم يثبت، بشكل واضح، وقوف أوكرانيا وراء الهجمات على تلك المصافي، فإن التقرير الأمريكي يرجّح أن كييف هي "المستفيد الأول"، نظراً لرغبتها بجرّ أوروبا إلى مواجهة مفتوحة وشاملة مع روسيا.