صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
حذّر مسؤول إيراني من ضيق الوقت المتاح أمام طهران لتفادي تفعيل "آلية الزناد" العقابية من قِبل الدول الأوروبية.
ودعا محمد صدر، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام وأحد الدبلوماسيين البارزين في إيران، إلى بدء مفاوضات فورية ومباشرة مع كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا قبل نهاية أغسطس آب المقبل، وهو الموعد الذي حدّدته الدول الغربية مهلة نهائية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.
وفي مقابلة مع صحيفة "شرق" الإصلاحية نُشرت اليوم الأربعاء، قال صدر إن "علينا في إيران أن نتحرك بسرعة وجدية للحيلولة دون تفعيل هذه الآلية التي قد تعيد جميع العقوبات الأممية السابقة وتدخل البلاد في أزمة اقتصادية وسياسية عميقة".
وأضاف: "الحرب التي دامت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل بدّلت قواعد اللعبة في الملف النووي. يجب أن يكون أداؤنا الدبلوماسي بعد الحرب مختلفاً كلياً عن المرحلة السابقة، لأن التراخي والتأخير قد يدفعان نحو حرب جديدة".
وأشار صدر إلى أن الجولة السادسة من المفاوضات، التي كانت مقرّرة في مسقط قبل تعليقها عقب الهجوم الإسرائيلي على منشآت إيرانية، كانت "فرصة ضائعة" كان يمكن أن تمنع التصعيد لو تم التعامل معها بجدية أكبر.
وبشأن احتمالات استبدال وسطاء المفاوضات، قال: "تغيير الوسيط من عُمان إلى الصين أو النرويج لا يعني بالضرورة دخولنا في مرحلة دبلوماسية جديدة. النجاح يعتمد على إرادتنا وجدّيتنا، وليس على هوية الوسيط".
وفي ما يتعلق باحتمال تكرار الهجمات الإسرائيلية، أكد صدر أن "تجارب الماضي تبيّن أن غياب دبلوماسية نشطة وفعّالة يمنح خصومنا الذرائع لتكرار العدوان".
كما أبدى قلقه من تنامي الفجوة بين طهران والدول الأوروبية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، قائلاً إن الأوروبيين "لم يعودوا ينظرون إلى إيران كما في السابق، وهم الآن أكثر ميلاً لتصعيد الضغوط السياسية والاقتصادية".
وشدّد في ختام حديثه على أن "كل يوم تأخير في بدء التفاوض مع الأوروبيين هو خطوة نحو عودة العقوبات الأممية، ويجب علينا المبادرة فوراً دون تكرار أخطاء الماضي".
وكان موقع "أكسيوس" كشف، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا اتفقوا خلال مكالمة هاتفية جرت يوم الاثنين، على أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران بحلول نهاية آب/ أغسطس المقبل، فسيتم تفعيل آلية الزناد لإعادة فرض العقوبات الأممية.
ويأتي هذا بعد تصريح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الذي قال إن الآلية ستُفعَّل نهاية آب إذا لم يتم التوصل لاتفاق، دون الإشارة إلى الاتصال الهاتفي.
من جهته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "الإيرانيون يريدون التفاوض، لكن لا عجلة لدي، فقد دمّرنا مواقعهم النووية بالكامل، خاصة منشأة فوردو، ولم تعد صالحة للاستعمال"، وأضاف بسخرية: "عليهم أن يجدوا جبلاً جديداً".
يُذكر أن خمس جولات تفاوضية جرت بين طهران وواشنطن خلال الأشهر الماضية، وألغيت الجولة السادسة التي كان من المقرر عقدها في مسقط في 13 يونيو حزيران، عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران.