بعد الهجوم الذي شنّه عليه الرئيس دونالد ترامب في خطابه أمام الكنيست متهماً إياه بكراهية إسرائيل وحرصه على توقيع اتفاق نووي فاشل مع إيران، رد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما على انتقادات ترامب بطريقته الخاصة، منتقداً رضوخ الجامعات الأمريكية لضغوط إدارة ترامب، تحت وهم معاداة السامية وانتقاد إسرائيل.
وبحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، هاجم أوباما بشدة الجامعات الأمريكية ومكاتب المحاماة والشركات التي غيّرت مواقفها بضغط من ترامب، وطالب تلك المؤسسات بالتمسك بمبادئها واستقلاليتها بدلاً من التراجع أمام السلطة التنفيذية.
وأكد أوباما في مقابلة ضمن بودكاست "WTF" مع الصحفي مارك مارون ، أنه يجب على المؤسسات الأمريكية "اتخاذ موقف أخلاقي واضح" ومواصلة الدفاع عن سيادة القانون والحرية الأكاديمية والتنوع، حتى لو أدى ذلك إلى خسائر مالية".
وأضاف الرئيس الأسبق: "قد نفقد بعض التمويل الحكومي، لكن هذا هو هدف المؤسسات الجامعية. علينا أن نتمسك بموقفنا، لأننا لن نتخلى عن استقلالنا الأكاديمي"، منتقداً ما وصفه بـ"الاستسلام الاقتصادي والثقافي" لبعض الشركات لضغوط الحكومة الأمريكية.
وقال إنه ينبغي على مؤسسات الأعمال الاستمرار في توظيف النساء والأقليات، احترامًا لقيم المجتمع الأمريكي وتنوع الآراء فيه.
انتقادات أوباما، جاءت بعد أن وقّعت عدة جامعات، منها كولومبيا وهارفارد وكورنيل وديوك، تسويات مالية أو تفاهمات مع البيت الأبيض لإنهاء التحقيقات المتعلقة بمزاعم انتهاكات الحقوق المدنية أو معاداة السامية، حيث وافقت جامعة كولومبيا على تسوية بقيمة 221 مليون دولار لاستعادة التمويل الفيدرالي المُجمّد، بينما تتفاوض جامعة هارفارد على صفقة قد تصل قيمتها إلى 500 مليون دولار لإنشاء كليات مهنية.
يشار إلى أن تصريحات أوباما، جاءت بعد ساعات من هجوم لاذع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضده، ركز فيه على انتقاد الاتفاق النووي مع إيران الذي وقّعه أوباما، قائلاً إن "التدهور بدأ فعلاً عندما وقّع أوباما الاتفاق النووي مع إيران. لقد كان كارثة على إسرائيل وكارثة على الجميع"، وأكد ترامب أن حكومتي أوباما وبايدن تكنان "كراهية مطلقة لإسرائيل"، وفق قوله.