logo
العالم

الغاز الروسي يغزو الصين.. "ثغرة سرية" تعطّل استراتيجية واشنطن في القطب الشمالي

محطة بيهاي للغاز الطبيعي المسال في جنوب الصين عام 2017. المصدر: وول ستريت جورنال

استطاعت روسيا تحدّي العقوبات الأمريكية عبر تصدير الغاز المُسال من مشروع "أركتيك إل إن جي 2" إلى الصين، مستغلّةً ميناء "بيهاي" الصيني كحلٍّ استراتيجي يحمي تجارتها الحيوية ويُعزّز الشراكة الصينية – الروسية.

أخبار ذات علاقة

وزير الطاقة الروسي سيرجي تسيفيليف

روسيا تخطط لزيادة صادرات الغاز المسال إلى الصين عبر مشروعين

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ميناء "بيهاي" الصيني أصبح نقطةَ دخولٍ رئيسيةٍ للغاز الروسي الخاضع للعقوبات، ووفقاً لبيانات الجمارك، ارتفعت وارداتُ الصين من الغاز الطبيعي المُسال بنسبة 7% في العام 2024 لتصل إلى 76 مليون طن؛ ما يُبرز دورَ بكين المتزايد كلاعبٍ رئيسي في السوق العالمية للطاقة.

ويرى الخبراء أن مشروع "أركتيك إل إن جي 2"، الذي تبلغ قيمته 25 مليار دولار، يُعدّ حجرَ الزاوية في طموح الكرملين لزيادة صادرات الغاز المُسال أكثر من ثلاثة أضعاف، وبينما تهدف العقوبات الأمريكية إلى شلّ المشروع وتقويضه، أظهرت البيانات أنّ موسكو نجحت في تجاوز القيود، مستفيدةً من شريكٍ استراتيجيٍّ ملتزمٍ في الصين.

من جانبه، أشار مدير مركز "كارنيغي روسيا – أوراسيا" ألكسندر غابويف إلى أنّ هذه التجارة تُفيد الاقتصاد الصيني وتُعزّز آلةَ الحرب الروسية، مضيفاً: "الصين لم تَعُد تشعر بالحاجة إلى القلق بشأن ردّ فعل الولايات المتحدة"، كما أنّ التجارة بين موسكو وبكين تتّسم بالوضوح؛ إذ تستمرّ الناقلات في بثّ مواقعها عبر أجهزة التعقّب، في رسالةٍ واضحةٍ على عدم محاولة التستّر.

أخبار ذات علاقة

خط أنابيب الغاز لشركة غازبروم

50 مليار متر مكعب سنويًا.. اتفاق الغاز الروسي-الصيني يربك توازن الطاقة العالمي

وفي السياق، يأتي دور ميناء "بيهاي"؛ إذ استخدمت الصين، التي تُعدّ أكبر مستورد للغاز الطبيعي المُسال منذ 2021، الميناء كمدخلٍ أساسي لتجنّب العقوبات الثانوية الأمريكية، مستفيدةً من نظامها المالي المحلي المحدود التعرض للدولار، كما أنّ إدارة الدولة الصينية للميناء من خلال شركتَي China Oil & Gas Pipeline Network تجعلها أقلّ عرضةً للعقوبات الأمريكية.

كما أنّ الغاز الروسي من مشروع "أركتيك إل إن جي 2" يُعدّ مغرياً للصين؛ نظراً لانخفاض أسعاره مقارنةً بمنافسيه الإقليميين، كما قدّمت بكين لموسكو مكونات مثل التوربينات التي لا تستطيع روسيا الحصول عليها من الغرب؛ ما ساعد على استمرار التصدير رغم العقوبات.

لكن مع ذلك، يحذّر مراقبون من بعض التحديات؛ خصوصاً أنّ روسيا بحاجةٍ إلى ناقلات إضافية، والسفن الجديدة لن تصل قريباً، كما أنّ التوربينات الصينية البديلة أقل كفاءةً من مثيلاتها الغربية؛ ما يقلّل قدرةَ التصدير، في حين يشكّ بعض المشترين الآخرين في المخاطر القانونية واللوجستية.

غير أنّ هذه المخاطر بالنسبة لبكين تبدو أقلّ أهمية، ما يقلّل فعاليةَ العقوبات الأخيرة على النفط الروسي، كما يشير خبراء مثل الشريك المؤسس لشركة "إميرجينغ ماركتس أويل آند غاز كونسلتينغ بارتنرز" رونالد سميث إلى أنّ التأثير النفسي على المشترين في سوق الغاز المُسال أقلّ بكثير مقارنةً بسوق النفط الأكبر؛ ما يجعل العقوبات غير مجدية في ردع الصين عن التعامل مع روسيا.

وباختصار، يوضح مشروع "أركتيك إل إن جي 2" أنّ روسيا قادرة على مناورَة العقوبات الأمريكية من خلال شراكات استراتيجية، وأن ميناء "بيهاي" أصبح محوراً حيوياً في التجارة الروسية – الصينية للطاقة، مع استمرار موسكو في حماية صادراتها وحساباتها الاقتصادية حتى في وجه القيود الدولية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC