مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
تنامت المخاوف، خلال الساعات القليلة الماضية، من استمرار تقدّم متشددي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة في مالي، بقيادة إبراهيم آغ غالي، نحو العاصمة ومدن أخرى في الجنوب، وهو ما أثار تذمّرًا شعبيًا من مقاربة السلطة العسكرية الحاكمة لحلّ الأزمة.
واستطلع "إرم نيوز" آراء سكان محليين في لولوني وباماكو بشأن موقفهم مما يحدث في بلدهم، الذي تتزايد التحذيرات من انهياره على وقع محدودية قدرة الجيش على شنّ هجوم مضادّ ضد الجماعات المسلّحة.
وقال إبراهيم، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته الكاملة بسبب مخاوف على سلامته: "الوضع يزداد سوءًا في لولوني، والسلطة تقف متفرّجة على تقدّم المسلحين وهي عاجزة عن حمايتنا، وتوفير الموارد الأساسية، والوقود".
وأضاف في حديثه لـ"إرم نيوز" أن "المعضلة الأخطر تكمن في أن الجيش يفقد السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد، فيما تُصفّي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين حساباتها مع كل من يتعاون مع الأمن والجيش".
وأشار إلى أن "آسيمي غويتا (رئيس مالي) أثبت فشله بحماية الماليين في أول اختبار جدّي لسلطته"، وفق تقديره.
أما عائشة، وهي من باماكو، فاعتبرت أن "الجميع يشعر بالخوف والهلع بسبب تقدّم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي تتعامل بوحشية مع الجميع، فهي لا تعترف بأي قوانين محلية أو دولية، وتنفّذ عمليات خطف ونهب".
وأوضحت عائشة، التي تقيم في باماكو، أنّه "لا يعرف أحد سبب تردد الجيش في دحر هذه الجماعات. فالجنود الذين قاموا بالانقلاب، منذ سنوات، وعدوا بتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية التي ينشدها الماليون جميعًا، لكن أياً من هذه الوعود لم يتحقق".
وتأتي هذه التطورات في وقت تعيش فيه العاصمة باماكو تحت وطأة حصار خانق تشنه جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي تهاجم قوافل وإمدادات الوقود، ما تسبب في اضطرابات واسعة.
وقال ناشط حقوقي امتنع عن كشف هويته بسبب حساسية الوضع في باماكو إن "هناك حالة من عدم اليقين يعيشها الماليون، فهم على الرغم من ثقتهم بأنهم قادرون على دحر الجماعات الإرهابية، وأنه لا مجال لأن تحكم جماعة متشددة البلاد، إلا أنهم يتابعون انهيار قواتهم بشكل يومي".
وأكد لـ"إرم نيوز" أن "الماليين باتوا يخشون أزمة إنسانية كبيرة جراء نقص الوقود والمواد الأساسية، وبالتالي فإن الوضع يزداد سوءًا يوميًا، خاصة أن الحصار لم يعد يقتصر على باماكو".