الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
نفت واشنطن تصريحات صدرت عن أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن أن الخطة المقترحة لوقف الحرب في أوكرانيا ليست إلا “قائمة أمنيات” روسية، مؤكدة أن المقترحات الحالية تعبّر عن السياسة الرسمية للإدارة الأمريكية، بحسب وكالة فرنس برس.
وتأتي هذه التصريحات وسط جدل واسع أثارته الخطة المكوّنة من 28 بندًا، والتي تتضمن تنازلات إقليمية تطالب بها موسكو منذ بداية الحرب، ما خلق حالة من الإرباك في التحركات الدبلوماسية الهادفة لإنهاء الصراع المستمر منذ 2022.
ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون أمريكيون وأوروبيون وأوكرانيون، الأحد، في سويسرا، لمناقشة مقترحات إدارة ترامب السابقة التي أعيد طرحها على الطاولة.
وخلال منتدى هاليفاكس الدولي للأمن في كندا، قال عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، وهم الجمهوري مايك راوندز، والمستقل أنغوس كينغ، والديمقراطية جين شاهين، إن وزير الخارجية ماركو روبيو أبلغهم بأن الخطة ليست الموقف الرسمي الأمريكي، بل “وثيقة تسلمتها واشنطن من جهة تمثل روسيا”.
وأضاف راوندز أن الخطة “غير معتادة في صياغتها” وتشبه وفق تعبيره وثيقة “كتبت بالروسية في الأصل”.
وأكد كينغ هذه التصريحات، قائلاً إن البنود المسربة “تمثل إلى حدّ كبير ما تطمح إليه موسكو”، خصوصًا أنها تُلزم كييف بالتنازل عن أراضٍ، وتقليص حجم جيشها، والتراجع عن مساعي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وبعد تصاعد الجدل، لجأ روبيو إلى منصات التواصل الاجتماعي لنفي هذه الاتهامات، مؤكدًا أن الولايات المتحدة هي التي صاغت الخطة، وأنها تمثل “إطارًا قويًا لمفاوضات جارية، استنادًا إلى مدخلات من الروس والأوكرانيين على حد سواء”.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية تومي بيغوت إن المزاعم المرتبطة بالخطة “زائفة بشكل صارخ”، مضيفًا أن المقترحات تم تطويرها بتنسيق مباشر بين واشنطن وكييف، مع مراعاة الملاحظات الروسية.
لكن شاهين وراوندز أكدا أنهما تحدثا مع روبيو في مكالمة رسمية نقل خلالها ملاحظاتهما بشأن البنود المثيرة للجدل وإمكانية تأثيرها على أمن أوكرانيا.
وفي ظل الجدل المتصاعد، شدّد عدد من المشرعين الأمريكيين على أن "أي خطة سلام يجب ألا تمنح روسيا امتيازات بسبب غزوها"، وفق تعبيرهم.
وقال كينغ: “الجميع يريد نهاية هذه الحرب، لكن يجب أن تكون نهاية عادلة وشاملة تحترم سيادة أوكرانيا ولا تكافئ العدوان”.
وعبّر أعضاء آخرون في مجلس الشيوخ، بينهم جمهوريون مقرّبون من ترامب، عن معارضتهم للخطة، معتبرين أنها “تقدّم تنازلات خطيرة لبوتين وتضعف قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها”.