logo
العالم

يختصر الزمن والكلفة.. باكستان تعرض على الصين "ممر جوادر – أفريقيا"

ميناء جوادر الباكستانيالمصدر: (أ ب)

في خطوة تعكس طموحاتها للتحول إلى محور تجاري إقليمي، طرحت باكستان عبر وزير الشؤون البحرية جنيد أنور تشودري رؤية لتطوير "ممر لوجيستي متعدد المستويات" يربط  الصين بالقارة الإفريقية مرورًا بميناء جوادر الاستراتيجي المطل على بحر العرب. 

وجاء الإعلان خلال زيارة الوزير إلى بكين ولقاءاته مع مؤسسات صينية كبرى في قطاع الشحن واللوجستيات، منها مجمّع تيانجين دونغجيانغ للتجارة الحرة، وفق صحيفة " داون" الباكستانية

رؤية تتجاوز الإقليم

يقوم محور المقترح الباكستاني على ربط سلاسل الإمداد الصينية مباشرة بالأسواق الإفريقية من خلال جوادر، وهو ما يفتح أمام بكين بديلاً بحريًا يختصر الزمن والكلفة مقارنة بالمسارات التقليدية عبر المحيط الهندي وقناة السويس. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي ورئيس جنوب أفريقيا

ترامب يضغط وبريتوريا تناور.. جنوب أفريقيا تتجه نحو الحضن الآسيوي-الروسي

 بالنسبة لإسلام آباد، يشكّل هذا المشروع امتدادًا طبيعيًا لمساعيها الطويلة لتعزيز مكانتها كـ"مركز ترانزيت" لدول آسيا الوسطى غير الساحلية، وجسرًا يربطها بالأسواق العالمية.

ودعا تشودري الشركات الصينية إلى الاستثمار في مستودعات تخزينية، سلاسل التبريد، ومرافق مناولة البضائع بالجملة داخل جوادر، باعتبارها مقومات لا غنى عنها لتحويل الميناء إلى مركز لوجيستي دولي. 

كما أشار الوزير إلى الحاجة لبرامج تدريب لمديري المناطق الحرة الباكستانيين ومسؤولي الجمارك، بما يعكس إدراكًا لأهمية بناء قدرات إدارية وبشرية محلية موازية للاستثمارات.

وشملت المحادثات أيضًا مجموعة شاندونغ شينشو، حيث تم بحث مشروع إنشاء مجمع صناعي بحري متكامل، إضافة إلى الدعوة للشراكة مع شركة الشحن الوطنية الباكستانية (PNSC) لتوسيع الأسطول البحري عبر بناء سفن جديدة أو خدمات ربط فرعية تدعم تشغيل ميناء جوادر.

الأبعاد الاقتصادية والسياسية

من الناحية الاقتصادية، يبدو أن باكستان تراهن على رسوم المرور وتوسيع التجارة الإقليمية كخيار استراتيجي للنمو في ظل أزمتها المالية الهيكلية. 

ويعكس الاعتماد على الاستثمار الأجنبي، خصوصًا الصيني، محاولة للهروب من الضغوط الداخلية، لكنه في الوقت نفسه يثير تساؤلات عن مخاطر الاعتماد المفرط على بكين في القطاعات الحساسة.

أخبار ذات علاقة

زعماء الهند وروسيا والصين خلال قمة شنغهاي

شريك استراتيجي قوي.. هل تفتح "شنغهاي" لأفريقيا أبواب التحرر من الغرب؟

أما سياسيًا، فإن طرح "الممر إلى إفريقيا" يأتي في سياق تنافس جيو-اقتصادي متزايد بين الصين والغرب، حيث يمكن للمبادرة أن تعزز موقع جوادر ضمن مشروع "الحزام والطريق"، وتجعل باكستان لاعبًا رئيسيًا في ربط شرق آسيا بغرب القارة الإفريقية.

هذا الدور قد يضعها في قلب التوازنات الإقليمية ويمنحها أوراق قوة جديدة، لكنه أيضًا يضعها أمام تحديات جيوسياسية معقدة من الهند وحتى القوى البحرية الكبرى.

لم تكن زيارة وزير الشؤون البحرية إلى بكين مجرد جولة لطلب الاستثمارات، بل محاولة لتثبيت جوادر كميناء مفصلي عالمي، وتحويل أزمة الاقتصاد الباكستاني إلى فرصة قائمة على الموقع الجغرافي الفريد.

 إلا أن نجاح هذه الاستراتيجية سيعتمد على مدى قدرة إسلام آباد في جذب استثمارات حقيقية، وتطوير بنيتها التحتية، والأهم: موازنة شراكتها مع الصين مع مخاوف شركاء دوليين آخرين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC