تعول أكبر جالية فنزويلية في الولايات المتحدة والتي تقطن مدينة دورال، جنوب فلوريدا، على أن تساهم العملية العسكرية التي تشنها إدارة ترامب في الكاريبي ضد تجار المخدرات في نهاية المطاف بإنهاء حكم الرئيس نيكولاس مادورو، وسط مخاوف من أن تطالهم عمليات التهجير التي تشنها سلطات الهجرة الأمريكية.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإنه في هذه الضاحية بميامي، يتسبب الدعم لحملة الضغط التي يشنها الرئيس ترامب ضد الزعيم الفنزويلي نيكولاس مادورو في إثارة القلق بشأن حملة القمع التي تشنها الإدارة على الهجرة.
وتؤكد الصحيفة، أنه في هذه المدينة الواقعة جنوب فلوريدا - والتي تُعرف باسم "فنزويلا الصغيرة" – يقطن آلاف المهاجرين بعد فرارهم من الجوع والقمع والانهيار الاقتصادي في ظل حكم مادورو، مؤكدة أنه رغم الدعم الواسع النطاق لموقف ترامب تجاه فنزويلا، فإن كثيرين هنا يواجهون احتمال أن تجبرهم سياسات الرئيس المتعلقة بالهجرة أو أحبائهم على العودة إلى البلد الذي فروا منه.
ونقلت عن ليليانا رودريغيز موريلو، البالغة من العمر 58 عامًا، وهي فنانة انتقلت إلى فلوريدا من فنزويلا قبل عقود، قولها: "لا نهتم بكيفية تعامل ترامب مع الأمور، لا رحمة.. انتهى وقت الكلام".
وأكد التقرير، أن إدارة ترامب، تحركت فعلا لإنهاء الحماية القانونية لأكثر من 600 ألف فنزويلي، مما يعني أن العديد من أولئك الذين استقروا في "دورالزويلا"، كما تُعرف هذه المدينة أحيانًا، قد يواجهون الترحيل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، كثّفت إدارته عمليات الترحيل، حيث رحّلت أكثر من 13,200 فنزويلي إلى البلاد، وفقًا لتحليل أجرته منظمة مراقبة رحلات الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE Flight Monitor)، وهي مجموعة ترصد رحلات الترحيل.
ووفق المنظمة، استمرت الرحلات الجوية إلى كاراكاس رغم تهديدات إدارة ترامب بشن ضربات عسكرية، وتصنيفها فنزويلا دولةً إرهابيةً مرتبطةً بالمخدرات، مما يجعلها شديدة الخطورة على السفر الأمريكي.
ويكشف التقرير أن ترحيل الفنزويليين أثر سلبا على اقتصاد دورال، حيث يوجد العديد من المقيمين الفنزويليين الذين رُحِّلوا من منازلهم، حيث تراجعت حركة الأعمال، كما انخفض سوق الإسكان الذي كان مزدهرًا في السابق، موضحا أن حوالي 40% من سكان المدينة، البالغ عددهم 80 ألف نسمة، فنزويليون أو من أصل فنزويلي، وكثيرون غيرهم ينحدرون من مختلف أنحاء المنطقة.
وقالت مورين بوراس، عضوة مجلس مدينة دورال: "لم يُلحق الضرر باقتصادنا حتى الآن، ولكنه كان له تأثيرٌ واضحٌ وسيستمر في التأثير". وأضافت أن العديد من الشركات المحلية فقدت موظفيها، وأن حالة عدم اليقين أضرت بالمطاعم والفنادق والمتاجر.
وتنقل "وول ستريت جورنال"، عن بعض سكان دورال، تأكيدهم أن المهاجرين الفنزويليين خائفون من إرغامهم على العودة لبلدهم المنهار وتجربة النقص المزمن في الغذاء والدواء وانعدام الأمن المتفشي الذي دفع نحو 8 ملايين شخص إلى الفرار من فنزويلا منذ تولي مادورو السلطة قبل 12 عاما.
