أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن قبول طهران وقف إطلاق النار يمثل "فرصة حقيقية" لإحياء المسار الدبلوماسي في المنطقة، مشدداً على أن منطقة غرب آسيا تقف أمام مفترق طرق تاريخي بين استمرار العنف أو التوجه نحو سلام دائم.
وفي مقال نشرته وكالة "إيرنا" الرسمية، أشار عراقجي إلى أن "الخمسة عشر يوماً الماضية، التي وصفها بأيام الاقتدار، كانت اختباراً لقدرة إيران على المزج بين الردع العسكري والدبلوماسية الإقليمية"، معتبراً أن هذه المرحلة أثبتت "جدية العالم الإسلامي في مواجهة التهديدات المشتركة"، وفق تعبيره.
وأضاف أن ما وصفه بـ"الخطاب الإسلامي الموحد"، الذي برز للمرة الأولى منذ قمة الرباط، يمثل تطوراً مهماً يجب البناء عليه، داعياً إلى التخلي عن السياسات قصيرة النظر واعتماد رؤية استراتيجية طويلة الأمد.
وشدد عراقجي على أن "الركيزة الأساسية للردع في المرحلة المقبلة هي التعاون الإقليمي"، مؤكداً أن "الاتفاق على مواجهة التهديدات المشتركة، وضمان الأمن الاقتصادي، ومحاربة الإرهاب، يجب أن يشكل أساس أي حوار قادم".
واعتبر عراقجي أن قبول إيران طلب وقف الحرب "فتح نافذة جديدة لجميع الأطراف لإعادة تقييم فرص السلام"، لكنه حذر من أن نجاح أي مسار دبلوماسي يتطلب "ضمانات وشروطاً موضوعية" لتحقيق نتائج ملموسة.
وأكد أن "لبنان وفلسطين يشكلان محور أي تسوية مستقبلية عادلة"، داعيا إلى "وقف فوري للعدوان والاحتلال، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، وإطلاق جهود دولية جادة لإعادة إعمار غزة وجنوب لبنان".
واقترح عراقجي تأسيس "منصة قانونية وحقوقية إسلامية"، على غرار "محكمة حقوق الإنسان الإسلامية"، تستند إلى إعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام لعام 1990؛ بهدف دعم جهود إنهاء النزاع وتعزيز العدالة الإقليمية.
