logo
المغرب العربي

ما دلالات استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة؟‎

ما دلالات استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة؟‎
02 مارس 2020، 3:52 م

قال خبراء في الشأن الليبي، اليوم الاثنين، إن استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة من منصبه، تحمل دلالات سياسية، وتأتي في وقت يواجه فيه الرجل انتقادات متصاعدة بشأن أدائه وإدارته للأزمة وانحيازه إلى حكومة الوفاق الليبية.

وأعلن غسان سلامة، مساء اليوم الاثنين، استقالته من منصبه، وكتب في تغريدة على "تويتر": "سعيت لعامين ونيف للم شمل الليبيين وكبح تدخل الخارج وصون وحدة البلاد. وعلي اليوم، وقد عقدت قمة برلين، وصدر القرار 2510، وانطلقت المسارات الثلاثة رغم تردد البعض، أن أقر بأن صحتي لم تعد تسمح بهذه الوتيرة من الإجهاد... لذا طلبت من الأمين العام إعفائي من مهمتي آملا لليبيا السلم والاستقرار"، وفق تعبيره.

وأكد متابعون للملف الليبي، أن الاستقالة في هذا التوقيت بالذات، تخفي أسبابا أخرى غير التي ذكرها سلامة في إعلان الاستقالة.

وقال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي، محمد النالوتي، إن انسحاب سلامة من منصبه في هذا التوقيت كان متوقعا، بالنظر إلى حملة الانتقادات التي وجهتها له أطراف ليبية بسبب مواقفه من عملية الحوار الليبي والمسارات الثلاثة التي أعلن بدء العمل فيها بعد قمة برلين، مشيرا إلى تصاعد هذه الحملة خلال الأيام الأخيرة عقب انطلاق الجولة الأولى من اجتماعات المسار السياسي وانتهاء الجولة الثانية من اجتماعات المسار العسكري في جنيف.

وأضاف النالوتي، لـ "إرم نيوز"، أن سلامة "خسر المعركة أمام البرلمان الليبي الذي اجتمع اليوم لإعلان موقفه من مسار جنيف وتقييمه لأداء المبعوث الأممي إلى ليبيا، ويبدو أنه فضل الانسحاب قبل إقالته من منصبه، إذا ما فشلت المسارات الثلاثة التي بدأها في جنيف، في ضوء الانتقادات الموجهة إليه، وخصوصا اتهامه بالانحياز إلى حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج".

ومن جانبه علق الخبير الاستراتيجي أحمد المصباحي، على استقالة المبعوث الأممي، بأن سلامة استبق تصعيدا للموقف من جانب الأطراف الليبية المتحفظة على أدائه، بإعلان تقديم طلب إعفائه من مهمته، ما يعني أن سلامة أقر بفشله في احتواء الأزمة الليبية وفي لعب دور الوسيط النزيه الذي يتخذ مسافة واحدة من جميع أطراف النزاع.

وأوضح المصباحي، لـ "إرم نيوز"، أن دعوة أطراف ليبية قريبة من حكومة الوفاق واعتبارها من "المستقلين" أفاض الكأس وأجّج غضب البرلمان الليبي الذي هدد بمقاطعة محادثات جنيف قبل تقديم توضيح من المبعوث الأممي.

وأشار إلى عجز سلامة عن تقديم توضيحات تقنع البرلمان بوجهة نظره وبوساطته النزيهة في حل الأزمة الليبية، فكان قراره تقديم الاستقالة متزامنا مع عقد جلسة للبرلمان لمناقشة "تجاوزات المبعوث الأممي".

وأكد المصباحي أن أي وسيط لإحلال السلام في مناطق النزاع في العالم، يجب أن يحظى بثقة الأطراف المتنازعة حتى يضمن نجاحه، فإن فُقدت هذه الثقة حل الفشل، وفق تعبيره.

وتعرض سلامة لانتقادات من نواب وسياسيين وشيوخ قبائل ليبية، على خلفية أدائه منذ تعيينه رئيسا للبعثة الأممية في ليبيا، وعدم تمكنه من حلحلة الأزمة بطريقة تؤدي إلى إنهاء التوتر على الميدان وإعادة الثقة بين الفرقاء السياسيين.

وقال رئيس البرلمان عقيلة صالح، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، اليوم الاثنين: "كنا نتمنى أن ينجح السيد غسان سلامة في أداء مهامه، ولكنه لم يستجب لقرار مجلس النواب حول تشكيل لجنته للحوار في جنيف، وبعثنا له عدة استفسارات ومطالب، ولم يستجب لطلب مجلس النواب في معرفة من هم المشاركون من المستقلين، ولم يوضح جدول أعمال المؤتمر ولا مدته ولا آلية عمله".

من جانبه، اعتبر رئيس المجلس الأعلى لقبائل ومدن فزان الليبية، علي مصباح بوسبيحة، أن "المبعوث الأممي والداعمين له من الدول الخارجية، تعمدوا إطالة أمد الصراع وقد كان حريا بهم أن يبحثوا عن مخارج محلية لحل أزمتنا، وذلك بتشكيل لجان محلية في الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن تبدأ هذه اللجان اجتماعاتها في أي مدينة ليبية بضمان الطرفين، وبعيدا عن كل التدخلات الخارجية"، وفق تعبيره.

وتعني هذه التصريحات أن المجلس الأعلى للقبائل يرفض من حيث المبدأ محادثات جنيف بمختلف مساراتها.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC