يحقق المجلس العسكري الحاكم في النيجر "انتصارات كبرى" على الساحة الدبلوماسية الدولية، فيما بدأ تدريجيا في فك عزلته، بعد نحو ستة أشهر من الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، وفق ما أوردت مجلة "جون أفريك".
وقدّم تقرير للمجلة، قراءة في أداء المجلس على امتداد الأشهر الستة، وتمكنه تدريجيا من فك العزلة والاتجاه نحو تخفيف العقوبات المفروضة على البلد الأفريقي.
وبحسب التقرير، فإنه "في البداية، اقتصر الأفق الدبلوماسي للمجلس على التبادلات مع جيرانه العسكريين في المنطقة، ثم توسع في نهاية 2023. وانخرطت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إيكواس، في حرب مواقع لمدة خمسة أشهر تقريبًا، واستأنف نظام الجنرال عبد الرحمن تياني الحوار رسميًا من خلال الرئيس التوغولي فور إيسوزيمنا غناسينغبي، المحاور المميز للأنظمة الانقلابية في منطقة الساحل".
وقال إنه "بعد أن اعترفت إيكواس، في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي بأن حكومة محمد بازوم قد أطيح بها فعلياً عن طريق انقلاب عسكري، فُسح المجال لفتح طريق المفاوضات".
وأضاف أنّ "هذه الخطوة جاءت بعد أن كانت إيكواس تعتزم الحزم الشديد مع النظام العسكري، وقالت السنغال في وقت ما إنها مستعدة لاستخدام القوة لإعادة محمد بازوم إلى مهامه، وكذلك بنين وكوت ديفوار ونيجيريا على وجه الخصوص، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، وعلى العكس حقق انقلابيو المجلس العسكري، بعد تحررهم من شبح التدخل المسلح، العديد من الانتصارات الدبلوماسية".
وأشار إلى أنه "بجانب اعتراف إيكواس، التي لا تزال تحافظ على عقوباتها ضد المجلس العسكري النيجري، كسب حكّام النيجر أيضا اعتراف الأمم المتحدة التي بعد أن أغلقت أبوابها أمام أعضاء المجلس، اعترفت بهم في منتصف ديسمبر/كانون الأول باعتبارهم ممثلين شرعيين للنيجر، وبالنسبة إلى معسكر الرئيس المخلوع محمد بازوم فإن احتمال إعادة تنصيب الأخير على كرسي الرئاسة يتضاءل".
ونقل التقرير عن وزير الخارجية البنيني شيغون بكاري قوله، "علينا أن نكون واقعيين ونراجع مطالبنا، لقد تمت الإطاحة بحكومة الرئيس بازوم، هذه حقيقة، ونحن بحاجة للخروج من هذا الوضع والمضي قدما، وللقيام بذلك، يجب التفاوض مع المجلس العسكري على العودة السريعة إلى النظام الدستوري، نحن نعلم أن مطالب الماضي غير قابلة للتحقيق، ولكن لدينا حد أدنى لتحقيقه وهو إطلاق سراح محمد بازوم وعائلته وأعضاء حكومته".
وأنهت المجلة تقريرها بالقول إن "عامل الوقت كان في صالح المجلس العسكري، الذي حقق تقدماً على المستوى الدبلوماس بقوة الظروف، كما أنه استفاد من تعثر المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، التي لم تكن مواقف أعضائها موحّدة بشأن التعاطي مع النيجر".