أصدرت الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز بياناً أكدت فيه مجدداً على ما ورد في بياناتها السابقة، ولا سيما تلك المتعلقة بالمطالبة بتوفير الحماية الدولية العاجلة والفورية، في ظل ما وصفته بـ"خطورة الوضع وتفاقم التهـ.ـديدات التي تتعرض لها المنطقة".
وجاء في البيان:"نؤكد رفضنا القاطع لدخول أي جهات أمـ.ـنية، وعلى وجه الخصوص الأمن العام والهيـ.ـئة، الذين دخلوا مساء أمس إلى الحدود الإدارية للسويداء بذريعة الحماية، إلا أنهم قاموا بقصـ.ـف قرانا الحدودية وساندوا العصـ.ـابات التكفـ.ـيرية بالسـ.ـلاح الثقيل والطائرات المسيّرة".
وأضافت الرئاسة الروحية أنها تحمّل كامل المسؤولية لكل من يشارك في الاعتـ.ـداء على مناطق وأهالي السويداء، أو يسعى لتمكين الأمن العام من دخولها.
واختتم البيان بالتشديد على ضرورة الاستجابة الفورية للمطلب بتوفير حماية دولية، باعتباره خطوة أساسية لـ"حقـ.ـن دمـ.ـاء الأبرياء من أبناء المحافظة".
وارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات بين مقاتلين دروز وبدو في محافظة السويداء في جنوب سوريا إلى 37، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وجاء في بيان للمرصد ومقره في لندن أن الاشتباكات أوقعت 37 قتيلا، وهم 27 من الدروز، بينهم طفلان، و10 من البدو، ونحو 50 جريحا.
وشهدت قرى في ريف السويداء الغربي خلال الساعات الماضية اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في قرى الطيرة ولبين وجرين.
وذكر موقع "السويداء 24" أن مجموعات مسلحة أضرمت النيران في بعض البيوت السكنية في قرية الطيرة، والاشتباكات لا تزال مستمرة هناك، حيث تتصدى الفصائل المحلية مع السكان لمحاولات الهجوم التي تتعرض لها القرى الغربية.
وأوردت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن قوى الأمن الداخلي انتشرت على الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظتي درعا والسويداء، استجابة للتطورات الأمنية الأخيرة.
إلى ذلك، أشارت وسائل إعلام محلية إلى انقطاع التيار في السويداء جراء الاشتباكات العنيفة التي تشهدها المحافظة.
كما أعلنت وزارة التربية على صفحتها الرسمية تأجيل امتحانات يوم الاثنين في محافظة السويداء إلى موعد يحدد لاحقاً، نظراً إلى الأحداث التي تشهدها المحافظة.
ودعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى "ضرورة ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار".
وأضاف "نثمن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، ونؤكد أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين".
ودعت قيادات روحية درزية إلى الهدوء وحضّت سلطات دمشق على التدخل.
وتشكل محافظة السويداء أكبر تجمع للدروز في سوريا الذين يقدر عددهم بنحو 700 ألف نسمة.
وأسفرت اشتباكات دامية اندلعت في منطقتين قرب دمشق في أبريل، وامتدت تداعياتها الى السويداء، عن مقتل 119 شخصا على الأقل بينهم مسلحون دروز وقوات أمن، في مواجهة دموية تدخلت خلالها إسرائيل عبر شنّ غارات جوية وتحذير دمشق من المساس بأبناء الطائفة.
وإثر هذه الاشتباكات، أبرم ممثلون للحكومة السورية وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد الذي سلط الضوء مجددا على تحديات تواجهها السلطة الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، في سعيها لتثبيت حكمها ورسم أطر العلاقة مع مختلف المكونات عقب إطاحة الحكم السابق في ديسمبر.