المفوضية الأوروبية: نشهد تقدما حقيقيا بفضل التنسيق بين أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة
أكد خبراء في العلاقات الدولية أن رهان النظام السوري على إيران ودعمها لن يكون مجدياً للحفاظ على العاصمة دمشق، التي أصبحت هدفاً لفصائل المعارضة المسلحة، دون تقديم إسناد حقيقي من الجانب الإيراني.
وأوضحوا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن تقديم النظام السوري تنازلات استراتيجية تتعلق بالوجود الإيراني في الداخل، واستخدام المعابر غير الشرعية في سوريا كخطوط إمداد للسلاح والميليشيات بين الجبهات الممتدة من طهران إلى لبنان عبر العراق وسوريا، قد يخلق خط تماس يمنع، على الأقل، سقوط دمشق.
وشكك الخبراء في جدية الموقف الإيراني، خاصة مع غياب عمليات الإسناد المطلوبة للجيش السوري في ظل تقدم فصائل المعارضة.
وأشاروا إلى أن العاصمة دمشق باتت "على الرادار"، خصوصاً مع التحرك نحو حمص، التي تُعتبر مفتاح العاصمة السورية، وسط تلميحات بصفقة إيرانية قد تتضمن التخلي عن النظام السوري مقابل رفع العقوبات عن طهران والإفراج عن أموالها المجمدة.
وتقول الباحثة في العلاقات الدولية رضوى سلامة إن الرهان من جانب دمشق لم يعد قائماً على أي طرف، بعد ما شهدته الأيام الأخيرة من تخبط في ميزان الحلفاء، وعدم وضوح المواقف من روسيا وإيران، فضلاً عن العجز عن صد الهجمات على مختلف المحاور.
وأوضحت سلامة، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه لا يوجد رهان حقيقي من جانب النظام السوري في ظل المواقف المتضاربة من الحلفاء، مشيرة إلى أن طلب السفارة السورية في دمشق من رعاياها مغادرة البلاد يعكس أن العاصمة باتت على وشك السقوط بيد الفصائل المسلحة. واعتبرت أن خروج دمشق عن سيطرة النظام أصبح مسألة وقت، في ظل التنسيق بين الفاعلين في الملف السوري.
وأضافت أن عمليات الانسحاب المتكررة للجيش السوري من عدة جبهات، وسقوط مدن رئيسية مثل حلب وحماة وإدلب، يجعل دمشق على رأس أهداف فصائل المعارضة المسلحة، التي تواصل التقدم دون مواجهة فعلية. وأكدت أن الوصول إلى دمشق سيمثل خطوة حاسمة نحو إسقاط النظام بشكل كامل.
وأشارت إلى أن أي تغيير محتمل في المعادلة لصالح قوات النظام السوري لا يتعدى حدود التصريحات الإعلامية من حلفائه، خصوصاً إيران، التي بات موقفها مثار شكوك بسبب غياب الدعم الفعلي. واعتبرت أن ذلك قد يكون تمهيداً لتفاهمات مع الغرب تتضمن رفع العقوبات عن طهران والعودة إلى الاتفاق النووي، وربما الإفراج عن أموالها المجمدة، في صفقة قد تكون على حساب دمشق.
من جهته، يرى المحلل السياسي عادل حجازي أن تقديم تنازلات استراتيجية من الجانب السوري بشأن التحالف مع إيران قد يؤدي إلى استعادة الدعم الروسي، الذي تراجع بسبب رفضه الدور الإيراني المتنامي في الداخل السوري.
وأوضح حجازي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن مثل هذه التنازلات قد تكون مجدية فيما يتعلق بالدور الإيراني، مشيراً إلى أنها قد تسهم في وضع خطوط تماس توقف تقدم فصائل المعارضة، وتحفظ العاصمة من السقوط، مع منح النظام فرصة لإعادة ترتيب أوراقه وتحالفاته.
وأضاف أن النظام السوري لا يمتلك أوراقاً فعالة حالياً، لكن تقديم تنازلات تتعلق بالدور الإيراني قد يمنحه فرصة لالتقاط الأنفاس. ومن بين هذه التنازلات، غلق المعابر غير الشرعية التي تستخدمها إيران كخطوط إمداد عسكري لميليشياتها، مثل معبر "العريضة - الدبوسية" ومعبر "القصير" في ريف حمص؛ إذ يتم نقل الدعم والآليات العسكرية عبرها.
وختم حجازي بالقول إن كل منطقة تسيطر عليها الفصائل المسلحة تشهد زيادة في عدد مقاتليها بانضمام مسلحين جدد من المناطق التي يتم السيطرة عليها. ومع استمرار المعارك ووصولها إلى ريف حمص، يصبح الطريق مفتوحاً للتقدم نحو ريف دمشق، ومن ثم الانتقال إلى العاصمة دمشق نفسها، في معركة قد تكون الحاسمة لإسقاط النظام.