الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
يرى خبيران أن العثور على مخازن ضخمة للأدوية في مدينة الفاشر السودانية يكشف عن نمط ممنهج في استغلال الأزمات الإنسانية خلال الحرب، بحيث تُخزن المواد الطبية عمدًا وتُمنع عن المدنيين، في وقت يدّعي فيه قادة الجيش انعدام الدواء.
ويؤكد الخبيران أن ما يحدث ليس مجرد احتكار، بل ممارسة منظمة هدفها حماية مصالح ضيقة على حساب الشعب السوداني، ما يعكس اتجاراً ممنهجاً بمعاناة المواطنين وسط الحرب.
وقال المحلل السياسي، شوقي عبد العظيم، إن تخزين الأدوية ومواد الإغاثة والغذاء والمواد الإنسانية هو مسائل متكررة، وفي مرات عديدة تعمدوا نهبها. وفي وقت سابق، احتجز الجيش قافلة طبية وقافلة إغاثة واعتقل عددًا من الأطباء الذين كانوا مع القافلة لمدة يومين حتى تم إطلاق سراحهم.
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن هذه الظاهرة دائماً تكون لأن الجيوش تحاول أن توفر هذه المواد الطبية والمواد الغذائية في بعض المرات لاستخدامها لمصلحة عناصر الجيش عند تعرضهم للإصابات، فلذلك هم يحتفظون بهذه المواد ويمنعون وصولها للمواطنين أو يحتجزوها لمصلحة قواتهم، حتى تكون هناك مواد طبية متوفرة.
وبيّن عبد العظيم أن الجيش فعل هذه المسألة أكثر من مرة، وحتى في الإمدادات الطبية، خاصة في الشهور الأولى للحرب، جرت محاولات كثيرة للاستيلاء على مخازن الإمدادات الطبية وتفريغ محتوياتها حتى تحتفظ بها لجنودها، مشيراً إلى أنهم في نهاية الأمر لا يهتمون بالمواطن، فالاهتمام الأكبر منصب على الجنود حتى يظلوا في ميادين القتال.
واختتم عبد العظيم حديثه بالقول إن كلفة هذه الحرب كبيرة جدًا، فهم يحاولون بقدر الإمكان أن يوفروا مثل هذه الإمدادات الطبية بأي شكل من الأشكال، وهذا هو الهدف من تخزين هذه الأدوية رغم حاجة المواطنين، لأن ما يهمهم مصالحهم فقط.
بينما اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، الطيب الزين، أن هذا الاكتشاف لا يكشف فقط عن جريمة احتكار الدواء، بل يفضح البنية الكاملة لمنظومة البرهان، التي لا ترى في الشعب السوداني إلا وسيلة للابتزاز، وفي الوطن مجرد شعار يُرفع لتغطية الصفقات.
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن العثور على مخازن أدوية ضخمة في الفاشر، بينما يُترك الجرحى والمرضى للموت، يؤكد أن هذه الحرب ليست لحماية السودان، بل لحماية شبكة مصالح تتغذى على الأزمات وتزدهر في الفوضى.
وبيّن الزين أن البرهان لا يحارب من أجل السودان، بل من أجل مشروع الإخوان الذي لفظه الشعب وأسقطه التاريخ، هو واجهتهم العسكرية، ذراعهم الدموية، يحاول إعادة تدوير الاستبداد تحت عباءة "السيادة" و"الوطنية"، بينما في الواقع ينهب المدن، ويحاصر القرى، ويخنق الحياة.
وأوضح الزين أن كل طلقة يطلقها، كل دواء يُخفى، كل طريق يُقطع، هو خدمة لأجندة الإخوان لا للوطن، هم يصنعون الأزمة، يصرخون منها في الإعلام، ثم يبيعون الحل في السوق السوداء، يحتكرون الدواء ليصنعوا المجاعة، ويحتكرون الخطاب ليصنعوا الوهم، هذه ليست حرباً من أجل السودان، بل حربا على السودان، هي حرب لتكريس سلطة فاسدة، وإعادة إنتاج منظومة دينية-عسكرية لفظها الشعب في كل الساحات.
واختتم الزين حديثه بالقول إن الحقيقة تخرج من تحت الركام، كما خرجت تلك المخازن من تحت تراب الفاشر، والشعب الذي كشفهم لن يصمت، لأن السودان لا يُباع، ولا يُختزل في جنرالات وتجار أزمات، السودان هو شعبه، وذاكرته، وكرامته التي لا تُساوم.