أكد خبراء استراتيجيون أن الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا، إلى ميليشيات إيرانية في البوكمال وقوات الحرس الجمهوري السوري في دير الزور تحمل رسائل لكل من طهران ودمشق بعدم الاقتراب إلى الأماكن والقواعد الأمريكية المنتشرة في شمال سوريا أو لمواقع المتمتعين بحماية واشنطن، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
واعتبر الخبراء أن هناك "فيتو" أمريكي يحظر الاقتراب من حقول النفط بالشمال السوري، لاسيما "كونيكو" في دير الزور وحقل عمر الواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
ترقب أمريكي
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم"، أن ترقب واشنطن منذ بداية الأحداث التي انطلقت باجتياح الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا إلى الشمال السوري وسقوط حلب في يدها وما ترتب على ذلك، كان بهدف إظهار خطط بعض اللاعبين في هذا الساحة، في إشارة إلى تركيا وإيران، لتأتي الضربات التي تحمل رسالة تنبيهية من أمريكا في البوكمال ودير الزور بالتأكيد على أنها "الحكم" الذي يتدخل في الوقت الذي يراه، في رسالة لكل الأطراف.
واستهدفت مؤخرا ضربات جوية وقذائف صاروخية شنتها القوات الأمريكية تجمعات للميليشيات الموالية لإيران في البوكمال قرب الحدود السورية العراقية، في مناطق الجلاء والغبرة والسيال وحسرات والحزام الأخضر ضمن منطقة البوكمال.
وتزامن ذلك مع غارات نفذتها طائرات حربية أمريكية على موقع اللواء 104 التابع لقوات الحرس الجمهوري السوري في محيط مطار دير الزور العسكري، بالاضافة إلى شن غارات مكثفة على القرى السبع تزامنا مع محاولة مجلس منبج العسكري السيطرة عليها.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" أعلنت أمس الأربعاء، سيطرتها على سبع قرى في دير الزور، وذلك بعد أنباء عن انسحاب القوات الحكومية من المنطقة، وتشمل القرى التي باتت تحت سيطرة "قسد" الحسينية، الصالحية، حطلة، مراط، مظلوم، خشام، وطابية، الواقعة شرق نهر الفرات، وهي مناطق ذات أهمية استراتيجية.
ويقول الخبير الإستراتيجي الدكتور محمد صالح الحربي ان الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت مؤخرا ميليشيات موالية لإيران وقوات من الجيش السوري في البوكمال ودير الزور، تحمل عدة رسائل لكل من طهران ودمشق، بعدم الاقتراب إلى الأماكن والقواعد الأمريكية شمال سوريا أو للأطراف المتمتعين بحماية واشنطن.
وأوضح الحربي في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن من بين رسائل تلك الضربات، أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تتمتع برعاية أمريكية في أقاليم دير الزور والحسكة، محظور الاقتراب لها أو تهديدها.
وأشار الحربي إلى أن رسائل الحماية في هذا الصدد من الجانب الأمريكي عبر هذه الضربات، تحمل تحذيرات بعدم تهديد حقول النفط تتعلق في هذه المناطق، ومن بينها كل من "كونيكو" في دير الزور وأيضا حقل عمر الواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
وتابع الحربي أن الضربات الأمريكية تحمل رسائل تحذيرية أيضا إلى هيئة تحرير الشام والفصائل الموالية بعد التوجه والتعمق والتغلغل إلى المناطق الكردية التي تنتشر بها قوات سوريا الديمقراطية ذات الرعاية الأمريكية، والتشديد على عدم الاقتراب من مناطق بادية الشام وقاعدة التنف على المثلث الحدودي السوري الأردني في الجنوب الشرقي لسوريا.
حماية الحلفاء
ويرى الخبير الاستراتيجي راغب رمالي أن دخول واشنطن على خط المواجهة في سوريا بهذه الضربات تأكيد على عدم ترك حلفائها الذين يحمون مصالحها وأن هناك دوائر تخص وجودها ونفوذها في مناطق وامتدادات لن تسمح بالاقتراب منها.
وبين رمالي في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن ترقب واشنطن منذ بداية الأحداث التي انطلقت باجتياح الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا إلى الشمال السوري وسقوط حلب في يدها وما ترتب على ذلك، كان بهدف إظهار خطط بعض اللاعبين في هذا الساحة، في إشارة إلى تركيا وإيران.
وتابع رمالي أن من بين رسائل واشنطن أنها لن تسمح باستمرار الإمدادات الايرانية إلى سوريا أو ترك طهران تعمل على تعظيم جبهاتها، بغرض الوصول إلى مراحل الإسناد وربط الساحات بين ميليشياتها في العراق ودخول حزب الله على الخط بتجديد التهديد الى إسرائيل من لبنان، مما يشكل ضغوطا تفرض بها حضورها وتعود إلى مربعات سيطرة سابقة.