ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
بعد قرابة أسبوع على انطلاقها، تتوافق وجهات نظر المحللين على توصيف عملية "السور الحديدي" الإسرائيلية في مدينة جنين، بأنها عملية سياسية تستهدف خلق واقع احتلالي جديد في الضفة الغربية كلّها.
وأكدوا أن هذا الواقع يدشن مرحلة سياسية جديدة في نطاق ما تسميه القيادة الإسرائيلية بـ "الشرق الأوسط الجديد".
وفي قراءتهم هذه، يمتلك المحللون جملة من الشواهد المترادفة التي يرون فيها ما يتجاوز الهدف الذي أعلنته القيادة العسكرية الإسرائيلية وهو "تحييد كتيبة جنين"، وصولا إلى إغلاق واجتياح كل مدن الضفة الغربية وتقسيمها إلى كانتونات قبل ضمها .
المحلل الأكاديمي الدكتور حسين أبو وردة يسجّل ملاحظتين بشأن عملية "السور الحديدي"، إذ يرى فيهما إشارات تتجاوز في أهدافها سلسلة العمليات التي سبق واستهدفت مخيم جنين بذريعة أنه مقر كتيبة ذات صلة بقيادات المقاومة في غزة.
وبين أبو وردة في حديثه مع "إرم نيوز"أن الملاحظة الأولى، تتمثل في قوة الهجوم غير المتناسبة في حجمها مع قوة الدفاع المفترضة داخل المخيم.
وقال، إن المراصد العسكرية الدولية، بالإضافة إلى جمعيات حقوق الإنسان الأممية، سجلت مثل هذه الملاحظة منذ اليوم الأول لهذه العملية الثلاثاء الماضي، كما رصدت أن ضخامة حجم التعبئة المسلحة، وكذلك البشرية لعملية "السور الحديدي"، غير متناسبة مع أهدافها المعلنة، بما يقتضي رصد متوالياتها الإجرائية لمعرفة أهدافها النهائية التي تبدو سياسية.
ويضيف أبو وردة، أن ما تزامن مع هذه العملية العسكرية من هجمات عسكرية للمستوطنين طالت معظم مدن وبلدات الضفة، وشكّل خصوصية ثانية لعملية السوار الحديدي، من زاوية أنها تستهدف تركيب مشهد عسكري يستوعب الضفة الغربية كلها ويلغي كونها نظريا تحت السلطة الفلسطينية.
ويرى في طبيعة الرد من طرف رام الله على هذه العملية، ما يشي بأن السلطة الفلسطينية، وهي التي سحبت قواتها المحاصرة لمخيم جنين قبل دخول القوة الإسرائيلية، واكتشفت أن العملية الإسرائيلية هذه المرة تتجاوز المخيم وتستهدف الضفة كلها، حسب قوله.
ويشير الناشط السياسي سليمان الطوال، إلى أن مرفقات عملية "السور الحديدي" كافة، تؤكد أنها "عملية سياسية مركّبة تتجاوز المألوف من مواجهات الفصائل الفلسطينية لقوات الاحتلال".
وفي حديثه مع "إرم نيوز"، يستحضر الطوال أن عملية مخيم جنين ترافقت مع استنفار مجاميع المستوطنين وتعزيزهم عسكريا بقوات الجيش في هجمات طالت العديد من قرى وبلدات الضفة. الأمر الذي يبدو في بعض جوانبه على أنه استرضاء من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لوزير ماليته بتسلئيل سموتريتش الذي كان قايض الانسحاب من غزة بنقل الحرب الى الضفة وتعزيز الاستيطان.
ويرى الطوال، أن عملية "السور الحديدي" بما اتسمت به من خصوصيات غير مسبوقة، جاءت وكأنها ترجمة إجرائية لمجموعة القرارات والقوانين التي مرّرتها الحكومة الإسرائيلية، ومنها قرار فك الارتباط، وإعادة المستوطنين إلى شمال الضفة.
ويخلص المحللان، أبو وردة والطوال، إلى أن هذه الشواهد المترادفة: في حجم عملية "السور الحديدي" واستهدافها مدن وبلدات الضفة كافة، وتقاطعها مع استنفار المستوطنين، وتوقيتها بعد وقف النار في غزة، لا تترك مجالا للشك بأنها استهلال لمرحلة سياسية جديدة تتصل بمستقبل الضفة، في سياقات مشهد إقليمي قيد إعادة التشكيل.
