أثار خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، موجة من التصريحات المتضاربة في الداخل الإسرائيلي.
وانتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أداء نتنياهو في الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن "العالم اليوم شهد رئيس وزراء إسرائيلياً مُنهكاً ومُتذمراً، في خطاب مثقل بالخدع المستخدمة".
وأضاف لابيد: "لم يقدّم نتنياهو خطته لإعادة المخطوفين، ولم يقدم حلاً لإنهاء الحرب، ولم يفسر لماذا لم تهزم حماس بعد عامين".
وأردف: "بدلاً من وقف التسونامي السياسي، زاد نتنياهو اليوم من تدهور وضع دولة إسرائيل".
وفي حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، أشاد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ بالخطاب وصاحبه، مشيرًا إلى أن "رئيس الوزراء كان محقًا في كلماته البليغة والدقيقة ضد مؤامرة الإبادة الجماعية. علينا أن نتمسك بموقفنا إزاء عودة أحبائنا المختطفين إلى ديارهم على وجه السرعة، وبناء مستقبل يملؤه الأمل والأمان لنا وللمنطقة بأسرها".
ومن جهته قال رئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، إن "رئيس الوزراء، وصف بوضوح ودقة الحرب العادلة والضرورية التي نخوضها من أجل أمننا، ومن أجل استقرار المنطقة والنظام العالمي".
وأضاف: "كما أننا نكافح النفاق الدولي الذي يُقارب معاداة السامية، وسنواصل ذلك. إلى جانب ذلك، يبقى أن الدور الرئيسي لرئيس الوزراء ليس الكلام، بل الفعل"، موضحاً، "ليس فقط التحدث مع المختطفين، بل ضمان عودتهم. ليس فقط التحدث عن استبدال حماس، بل السعي لتشكيل حكومة بديلة".
وتابع: "إذا بادرنا بمقترحات، وإذا تشاركناها مع أصدقائنا في المجتمع الدولي، وإذا عملنا أيضاً على الساحة السياسية، فسنتمكن من استغلال العالم، لا مجرد انتقاده".
ومن جانبها، صرحت هيئة أهالي الرهائن، أن "خجل رئيس الوزراء وارتباكه مستمران. فهو يواصل نسيان الرهائن القتلى في محاولة سخيفة لإعادة كتابة التاريخ. هناك 48 مختطفًا محتجزين في غزة، وليس 20. عائلات الرهائن القتلى والأحياء المعرضين لخطر جسيم، غاضبة من اقتصار تلاوة الأسماء على الأحياء فقط".
ولم تكن تعليقات أهالي الرهائن باللغة الإنجليزية على خطاب نتنياهو أفضل حالًا، إذ أشاروا إلى أنه "على مدار 721 يومًا، قضى 48 رهيناً ورهينة حياتهم في أعماق أنفاق حماس في غزة".
وأضاف بيان أهالي الرهائن: "اختار رئيس الوزراء نتنياهو مرارًا وتكرارًا نسف وإحباط وتفجير فرص عودة الرهائن إلى ديارهم. سافر جوًا إلى نيويورك ليقر بحقيقة بسيطة، وبكلمات خاصة للرهائن: "الشعب كله معكم!".
ودعا أهالي الرهائن رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إبرام "اتفاق فوري في قطاع غزة، يعيد جميع الرهائن الـ48 وينهي الحرب". وأكدوا أنه "حينها فقط يتمكن نتنياهو من وضع علامة النصر على خريطة القطاع".
وانسحبت وفود وممثلون عن عدة دول مع بدء كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم، والمنعقدة حالياً في نيويورك.
وقوبلت الكلمة بصيحات استهجان بالتزامن مع انسحاب بعض الوفود، مع حديث رئيس الحكومة الإسرائيلية عن الحرب الدائرة في قطاع غزة، حيث أكد أنها نتيجة طبيعية للرد على هجوم الـ7 أكتوبر، كما تطرق لما أسماه القضاء على أذرع إيران في المنطقة.
