شي لزعيم كوريا الشمالية: بكين راغبة في تعزيز التواصل الاستراتيجي مع بيونغ يانغ

logo
العالم العربي

قلق متصاعد بين السوريين في العراق بعد سلسلة اعتقالات

قلق متصاعد بين السوريين في العراق بعد سلسلة اعتقالات
عناصر مسلحة تتبع لجماعة "بيجاك" الكردية المصدر: (أ ف ب)
10 مارس 2025، 9:32 ص

يتزايد القلق بين السوريين المقيمين في العراق مع اتساع حملات الاعتقال التي استهدفت بعضهم، وسط مخاوف مما قد تحمله الأيام المقبلة، في ظل تصاعد الأحداث في سوريا وارتفاع حدة الخطاب التحريضي ضدهم.

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية اعتقال شخص سوري الجنسية في بغداد، بتهمة الترويج للتنظيمات الإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

أخبار ذات علاقة

رجل الدين والسياسي العراقي مقتدى الصدر

العراق.. فتوى شرعية تحث الرجال على غض البصر عن "إحدى الموظفات" (صورة)

وذكرت الوزارة أن "عملية الاعتقال تمت بعد رصد إلكتروني دقيق، حيث تمكنت مفارز شرطة الزعفرانية من تعقب المشتبه فيه، الذي اعترف بنشاطاته التحريضية".

وفي محافظة الديوانية، كشف النائب محمد نوري عن حملة اعتقالات نفذها جهاز الأمن الوطني لتعقب من وصفهم بـ"مثيري الفتن" عبر مواقع التواصل الاجتماعي من السوريين، مؤكدًا في تصريح متلفز أن "الإجراءات الأمنية مستمرة في بغداد والمحافظات الأخرى، بالتنسيق مع الأجهزة الاستخبارية ووزارة الداخلية".

وسرعان ما انعكست تطورات المشهد في الساحل السوري على الداخل العراقي، حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا، وسط تصاعد القلق بين السوريين المقيمين في البلاد، خاصة في ظل تنامي الخطاب التحريضي ضدهم.

وقال محمد عصام (32 عامًا)، وهو سوري مقيم في بغداد، إن "هناك حالة من القلق الشديد بين السوريين في العراق، بسبب الأجواء العامة والنظرة السلبية المتزايدة تجاههم، نتيجة التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

وأضاف في حديثه لـ"إرم نيوز" أن "انخراط بعض السوريين في التعليق على الأحداث الأخيرة أدى إلى غضب في الأوساط العراقية؛ ما دفع الأجهزة الأمنية إلى تكثيف نشاطها، وهو ما أثار مخاوف من إجراءات قد تكون مبالغًا فيها أو تعسفية، مثل الاعتقالات والتعرض لانتهاكات، خاصة في ظل صعوبة توفير محامين وبعد الأهل والأقارب عن المعتقلين".

ويستضيف العراق أكثر من 327 ألف مقيم وطالب لجوء، يشكل السوريون 90% منهم، أي ما يقارب 301 ألف شخص حتى نهاية عام 2024، يتوزع معظمهم في إقليم كردستان، بينما يقطن نحو 91 ألفًا في مخيمات مخصصة لهم.

وينخرط السوريون المقيمون في العراق في مختلف المهن، حيث يتركز عملهم في قطاعي الإنشاءات والمطاعم، مستفيدين من خبراتهم في هذه المجالات، كما يعمل بعضهم في التجارة وإدارة المحال الصغيرة والأسواق المحلية.

ويرى المهندس تحسين رياض، وهو سوري يقيم في بغداد، أن "الأوضاع باتت أكثر صعوبة بالنسبة للمقيمين السوريين، حيث نشعر بأننا أصبحنا غير مرغوب بنا، وسط قلق متزايد من المستقبل، خاصة مع عدم وجود انفتاح عراقي على التغيرات الجديدة في سوريا".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "التوترات أثرت بشكل مباشر على تعامل العراقيين مع السوريين، فهناك تخوف غير مبرر، وهناك من يحاول ربط وجودنا في العراق بتطورات سياسية لسنا طرفًا فيها".

كما أثار سقوط نظام بشار الأسد حالة من الترقب والحيرة بين السوريين في العراق، إذ باتوا عالقين بين خيار العودة إلى بلادهم أو البقاء في العراق، وسط ضبابية المشهد السياسي والأمني.

تحذيرات من استغلال الأوضاع سياسيًا

من جانبه، دعا الناشط الحقوقي وسام العبدالله السلطات العراقية إلى التعامل بحذر مع المعلومات المتعلقة بالمقيمين السوريين، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة، مشددًا على ضرورة الالتزام بالمبادئ الدولية لحقوق الإنسان وضمان حق التقاضي العادل.

وقال العبدالله في حديث لـ"إرم نيوز" إن "التحريض الإعلامي والخطابات الطائفية قد تؤدي إلى انتهاكات غير مبررة بحق اللاجئين السوريين"، مؤكدًا أن "التعامل مع هذه القضايا يجب أن يتم وفق معايير قانونية واضحة، بعيدًا عن التسييس أو التأثيرات الإعلامية".

ويرى مراقبون أن بعض القوى والأحزاب العراقية تستغل التوترات الطائفية والصراعات الإقليمية لتحقيق مكاسب سياسية، إذ تسعى هذه الجهات إلى توظيف الأزمات لاستقطاب الناخبين وتعزيز نفوذها في المشهد السياسي العراقي، مستفيدة من حالة الاصطفاف الشعبي تجاه القضايا الإقليمية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC