رجح الإعلام العبري، أن يُسهم انتخاب رئيس للبنان بعد عامين من الفراغ الرئاسي، في التوصل إلى تعاون أمني بين بيروت وتل أبيب.
واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، انتخاب الجنرال جوزيف عون رئيسًا للبلاد، هزيمة لميليشيا حزب الله اللبنانية، واستمرارًا لتراجعه السياسي والعسكري.
وبيّنت الصحيفة أن تل أبيب وجّهت إلى الأوساط السياسية في بيروت رسالة مفادها أنها "تدعم" عون، مضيفة أن تهنئة وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر، لم تكن سوى إشارة علنية مباشرة، سبقتها إفادات غير مباشرة وغير علنية في هذا النطاق.
ولفتت إلى أن فوز عون يشكل تطورًا إيجابيًا جدًا بالنسبة لإسرائيل، التي حتى لو لم تعترف به، فإنها ستتمنى استمراره بقوة في مواجهة حزب الله.
وذكرت الصحيفة أن عون، وهو مسيحي ماروني، شارك في عدة اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين في منطقة الناقورة.
وتقدّر إسرائيل أن فوز عون سيزيد من فرص بلورة قوية للجيش اللبناني، ويساعد على الوفاء بالالتزامات، التي أخذها لبنان على عاتقه في القريب العاجل بالتنسيق مع الأمريكيين.
ويعتقد الإسرائيليون أنه تحت قيادة عون ستكون لبنان قادرة على العمل بشكل أكثر فاعلية، فيما يتعلق بآلية تنفيذ وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة.
ورصدت العديد من المواقع والقنوات الإسرائيلية تصريحات عون في خطاب الانتصار، وحلّلته لرسائل منوعة بين حزب الله، وإسرائيل، وإيران، والفلسطينيين، والعالم.
وقال موقع "واللا" الإسرائيلي، إن عون في إشارته إلى سلاح حزب الله، واتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، قال: "أتعهد بأن أقوم بواجباتي كقائد عام للقوات المسلحة، ورئيس للمجلس الأعلى للدفاع، وسأضمن احتكار الدولة لحمل السلاح".
وأضاف أن "لبنان سيستثمر في الجيش لحراسة الحدود، أيضًا في جنوب لبنان، من أجل منع التهريب، ومحاربة الإرهاب، ومن أجل تنفيذ القرارات الدولية. من أجل احترام اتفاق التهدئة، ومنع العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية".
فيما ترى القناة "14" الإسرائيلية أن عون ألمح في خطاب تنصيبه إلى إيران، وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بقوله: "لقد حان الوقت لنعتمد على الاستثمار في لبنان في علاقاتنا الخارجية، ولا نعتمد على الآخرين للتغلب على بعضنا البعض".
وركزت صحيفة "معاريف" بدورها على رسائل عون الأخرى لإسرائيل، حيث قال عن الاعتداءات الإسرائيلية والحرب، إنه سيرمّم كل ما دمرته الهجمات الإسرائيلية، داعيًا إلى مناقشة السياسة الدفاعية للبلاد "لإزالة الاحتلال الإسرائيلي ورد عدوانه".
