أعلنت حركة حماس، انتهاء الأزمة مع إسرائيل بشأن استمرار صفقة تبادل الأسرى والرهائن، وذلك بعد مباحثات حول تفعيل البروتوكول الإنساني بالاتفاق.
وكانت حماس أعلنت تعليق عملية تبادل الأسرى ليوم السبت، بسبب عدم التزام إسرائيل بإدخال الكميات المتفق عليها من المساعدات الإنسانية.
وبالرغم من إعلان حماس، إلا أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نفى انتهاء الأزمة، وأكد عدم وجود أي تفاهمات تتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع أو زيادة الكميات الواردة لغزة خلال الفترة المقبلة.
وقال الخبير في الشأن السياسي جهاد حرب، إن "حماس ستكون مضطرة لتنفيذ الجانب المتعلق بها من الاتفاق، وتسليم الأسرى الثلاثة، يوم السبت المقبل، وذلك حفاظاً على استمرار الاتفاق مع إسرائيل، وضمان عدم انهياره".
وأوضح حرب لـ"إرم نيوز"، أنه "بالرغم من الخطوة الاستثنائية التي أقدمت عليها حماس وجناحها المسلح؛ إلا أنهم أدركوا أن الوسطاء سيتمكنون من استدراك الأمر، والحفاظ على الاتفاق".
وأضاف أن "موقف حماس كان بمثابة ورقة ضغط لضمان استئناف المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق؛ لكنها تدرك أن الكشف عن البنود غير المعلنة سيكون حرجاً بالنسبة لها، وأن انهيار الاتفاق يعني عودة القتال حتى التسبب بانهيارها".
وأشار إلى أن "حماس يمكن أن تلجأ إلى تقديم عرض جديد لإسرائيل يتم بموجبه زيادة عدد الأسرى المفرج عنهم في المرحلة الحالية من الاتفاق، مقابل تقديم إسرائيل تسهيلات إنسانية لغزة، وتفاهمات أمنية وسياسية بشأن عمل أجهزتها بالقطاع".
وتابع: "في المقابل ستواصل إسرائيل عمليات المماطلة في تنفيذ البروتوكولات الإنسانية، وكل ما يتعلق باتفاق التهدئة مع حماس، لا سيما أن مخططات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدفع إسرائيل لاستفزاز الحركة وإجبارها على الانسحاب من الاتفاق".
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس سعيد زيداني، أن "نفي نتنياهو انتهاء الأزمة، يعد إعلاناً شكلياً ولا علاقة له بواقع التفاهمات التي جرت برعاية الوسطاء"، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول التهرب من ضغوط حلفائه اليمينيين.
وأوضح زيداني، لـ"إرم نيوز"، أن "التقديرات تؤكد مضي حماس وإسرائيل بتنفيذ الاتفاق، واتمام الصفقة المقبلة، والمقرر غدا السبت".
وزاد: "رد إسرائيل لن يتعدى المماطلة في موعد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وقائمة الأسرى المفرج عنهم، وستعمل على إجراء بعض التغييرات بأسماء المفرج عنهم بما لا يتوافق مع الاتفاق الموقع برعاية إقليمية ودولية".
وبين المحلل السياسي، أن "نتنياهو يمكنه أن يغامر بانهيار الاتفاق مع حماس؛ لكنه لن يقبل المغامرة بانهيار ائتلافه الحكومي، بالرغم من حاجته الملحة لإنهاء أزمة الرهائن والإفراج عنهم، قبل البدء بتنفيذ أي مخطط بشأن حماس وغزة".
ورأى زداني، أنه "لا يمكن لإسرائيل والولايات المتحدة تنفيذ أي مخططات تتعلق بقطاع غزة إلا بعد الإفراج عن جميع الأسرى، لأن استئناف الحرب سيعرض أرواحهم للخطر، وسيزيد من عدد الوفيات بصفوفهم".
