logo
العالم العربي

المساعدات مقابل السلاح.. غموض المرحلة الثانية يهدد بجر غزة إلى حرب "غير تقليدية"

شاحنات مساعدات في قطاع غزةالمصدر: (أ ف ب)

تتجه الأنظار إلى بدء تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة، بعد إتمام غالبية تفاصيل المرحلة الأولى التي ركزت على تثبيت وقف إطلاق النار واستعادة الهدوء وتسليم الأسرى.

ورغم تعثّر ملف تسليم بقية جثث الإسرائيليين في قطاع غزة، وهو العقبة الوحيدة أمام إنهاء كل ما يتعلق بالمرحلة الأولى، إلا أن توجهات الإدارة الأمريكية والوسطاء تشير إلى المضي في المرحلة الثانية من الاتفاق وإعطاء حماس فرصة وبعض الوقت لمعالجة الخلل في تسليم بقية جثث الرهائن.

لكن إسرائيل، التي تتمسّك بإعادة جميع جثث الأسرى وقلصت إدخال المساعدات لغزة بحسب الاتفاق ردًا على تأخير تسليمها، قد تسعى لفرض معادلة جديدة في التفاوض حول المرحلة الثانية، والتي تتضمن ترتيبات سياسية وأمنية، أبرزها قضية نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في غزة.

أخبار ذات علاقة

عودة النازحين إلى مدينة غزة بعد الاتفاق

"الغارديان": اتفاق غزة أقرب إلى الانهيار بسبب ثغرات "مستجدة"

إجراءات ابتزازية

وقال المحلل السياسي محسن أبو رمضان إن "حكومة بنيامين نتنياهو ستُصرّ على قضية نزع سلاح حماس، رغم تباين وجهات النظر حول هذه الآليات".

وأضاف أبو رمضان لـ"إرم نيوز": "في حال رفض تنفيذ نزع السلاح، قد تلجأ إسرائيل إلى إجراءات ابتزازية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، من بينها إبطاء دخول المساعدات وتأخير عملية الإعمار".

وأشار إلى أن "حماس اقترحت هدنة لمدة خمس سنوات، مع ترك ملف السلاح للجنة فلسطينية-عربية تتولى الإشراف عليه، وهو طرح قد لا يكون مقبولًا لدى الإدارة الأمريكية أو الحكومة الإسرائيلية، لا سيما نتنياهو".

وتابع أن "المرحلة المقبلة ستكون صعبة على صعيد المفاوضات"، لكنه لا يتوقع عودة الحرب بشكلها الواسع، بل قد تتخذ الحرب أشكالًا غير مباشرة.

واوضح أن "أشكال الحرب سيكون أبرزها الضغط الإنساني والاقتصادي عبر إبطاء المساعدات، مقابل دفع حماس نحو تسليم سلاحها، تمهيدًا لتشكيل لجنة تكنوقراط برئاسة شخصية مثل طوني بلير أو غيره، لإدارة شؤون قطاع غزة، بما يُمهّد لفصله سياسيًا عن الضفة الغربية".

من جانبه، قال المحلل السياسي مصطفى إبراهيم إن "المرحلة الأولى لم تنتهِ بعد، بسبب تمسّك إسرائيل بذريعة أن حماس لم تسلّم جميع جثث الجنود لعرقلة الإعلان عن انتهاء المرحلة، رغم اعتراف حماس بوجود بعضها تحت الركام وصعوبة الوصول إليها دون معدات ثقيلة".

ضغط إسرائيلي

وأضاف إبراهيم لـ"إرم نيوز" أن "إسرائيل ردّت بإغلاق المعابر ومنع وصول المساعدات، رغم تسليم حماس عددًا من الجثث واعترافها بوجود صعوبات، وأكد أن "الضغط الإسرائيلي سيستمر رغم التدخل الأمريكي، بينما تطالب حماس بإدخال معدات للبحث في المباني المدمرة متعددة الطوابق".

أخبار ذات علاقة

مسلح تابع لحماس في غزة

مناقشات ما بعد الحرب.. فرنسا وبريطانيا تتحركان لإنشاء قوة دولية في غزة

وتابع إبراهيم أن "سلاح حماس وخريطة انسحاب إسرائيل لا تزالان قضايا خلافية، إلى جانب بقاء حماس في المشهد السياسي"، محذرًا من احتمال عودة الضغط العسكري بدعم أمريكي، حتى دون الانتقال الرسمي للمرحلة الثانية، خاصة بعد اتصال نتنياهو وترامب الذي أُعلن فيه عن اتفاق على خطوات محددة.

وأوضح أن المطلب الأساسي للفلسطينيين هو منع عودة الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد تلجأ لأساليب ضغط غير عسكرية، مثل إغلاق معبر رفح أو تعطيل إدخال المساعدات والمعدات الثقيلة.

وتابع أن "حماس ترفض نزع سلاحها دون توافق وطني، بينما تصرّ إسرائيل على هذا المطلب، وتتمسّك بإخراج الحركة من المشهد السياسي كشرط لأي تسوية".

وشدّد إبراهيم على أن "الغموض يحيط بالمرحلة الثانية من خطة ترامب، وسط ترقّب لإعلانه عن خطوات تنفيذية، منها تشكيل مجلس سلام لإدارة غزة، في وقت لا تزال فيه المواقف الإسرائيلية ومواقف حماس غير واضحة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC