الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة
قالت مصادر حكومية ودبلوماسية عراقية ولبنانية، إن الجولة الخارجية الأولى لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، التي تشمل بغداد وبيروت، تسوّق إلى صفقة تهدف للحفاظ على سلاح حزب الله، لاستخدام كورقة تفاوض مع واشنطن بشأن المحادثات النووية.
وبينت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الزيارة المنتظرة إلى بيروت الأربعاء المقبل، غرضها التأكيد أن سلاح حزب الله ليس مجال سحب أو نزع ولكنه صيغة تفاوض بين طهران وواشنطن فيما يتعلق بالملفات العالقة بينهما.
وأوضحت المصادر، أن لاريجاني الذي يزور العاصمة العراقية قبل الذهاب إلى لبنان، أجرى لقاءات ترتيب وتنسيق مع قادة من الحشد الشعبي، لوضع خطوط عريضة سيجهزها معهم بعد ذلك قادة من الحرس الثوري الإيراني الفترة المقبلة، تتعلق بتوفير الإسناد لإيران في حال تعرضها لضربات أمريكية وإسرائيلية كما هو متوقع.
وتحدثت المصادر عن أن لاريجاني يتوجه بسياسة "الهِبة" إلى لبنان أي تقديم عروض للجهات المعنية بمنح هبات من إيران لإعادة الإعمار في المناطق التي هدمت في الحرب الإسرائيلية الأخيرة في لبنان، وتقديم شحنات من النفط مجانية تكفي حاجة لبنان أيضًا، من أجل بقاء حزب الله وسلاحه، في حين أن هذا العرض في حال إتمامه، لن يخرج من طهران ولكن من بغداد بفعل تأثير ونفوذ "الحشد الشعبي" على حساب الحكومة العراقية.
وبحسب المصادر، فإن لاريجاني ذهب بأوراق تعمل على ترميم الوجود الإيراني في الموقعين الإستراتيجيين الاذين دائمًا ما كانا داعمين لطهران في المنطقة، وبحث احتياجات ميليشيات الحشد في العراق، وحزب الله الذي يتعرض لضغوط تسليم السلاح في لبنان.
وأوضح مصدر دبلوماسي عراقي، رفض الكشف عن هويته، أن لاريجاني في زيارته إلى بغداد عمل على توجيه رسائل مباشرة لقادة الميليشيات الموالية لطهران، برفع مستوى الضغط الداخلي عبر عدة أعمال وأحداث مؤثرة كلفت بها تلك الفصائل، للضغط على الحكومة العراقية وتيارات سياسية عراقية معارضة للنفوذ الإيراني ببلادها، لتمرير مشروع قانون الحشد الشعبي بالبرلمان العراقي.
وأكد المصدر، أن لاريجاني أجرى في بغداد لقاءات ترتيب وتنسيق مع قادة من الحشد الشعبي، لوضع خطوط عريضة سيجهزها معهم قادة من الحرس الثوري الإيراني الفترة المقبلة، تتعلق بتوفير الإسناد لإيران في حالة تعرضها لضربات أمريكية وإسرائيلية.
فيما يقول مصدر مطلع بالحكومة اللبنانية، رفض الكشف عن هويته، أن ترتيبات زيارة لاريجاني إلى بيروت مع قادة حزب الله، تحمل أكثر من اعتبار، يتصدرها تقديم رسالة إلى الولايات المتحدة بعدم التخلي عن سلاح الميليشيا اللبنانية بعد قرار الحكومة اللبنانية الأخير، وأن أي قرار يتعلق بسلاح حزب الله هو إيراني وسيكون في إطار التفاهمات الخاصة بالملفات العالقة بين واشنطن وطهران.
وأضاف المصدر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن من بين ترتيبات الزيارة بين لاريجاني وقادة الميليشيا اللبنانية، تنسيق خطة التعامل في المرحلة المقبلة الخاصة بأن التمسك بالسلاح يعني حياة البيئة الشيعية وحزب الله وأن إيران حاضرة معهم على كافة المستويات للحفاظ على هذه الترسانة.
وأوضح أن الزيارة المرتقبة ترجمة فعلية لتصريحات مستشار المرشد الأخيرة ومن قبله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي حول سلاح حزب الله، والتي قوبلت برفض رسمي من لبنان.
وأفاد المصدر ، بأن حضور لاريجاني إلى بيروت هو رسالة قوية للبيئة الحاضنة لحزب الله والمكون الشيعي بشكل عام، إذ إن ارتباطهم الأساس يكون بإيران وأن طهران لن تتخلى عنهم وأنهم جزءٌ أصيل من الإستراتيجية الإيرانية على المستوى الأمني والديني.
وقال المصدر، إن الضغط الذي يتعرض له حزب الله أجبر "لاريجاني" على التحرك سريعًا إلى لبنان بحكم منصبه الجديد للتأكيد أن هذه الميليشيا وغيرها في العراق لا يتم التعامل معهم بقرارات إلا من إيران وليس من الدول المتواجدين فيها، مع التشديد على أن من يوجه أوامر وجودهم بتنشيط عملهم أو المكوث هو طهران؛ في رسالة للولايات المتحدة بأن سلاح ميليشياتها لا يتم مواجهته بقرار سحب أو نزع، ولكن بتفاهم بين طهران وواشنطن.