وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الخميس، تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" الذي يتهمها بتنفيد "أعمال إبادة جماعية" في قطاع غزة من خلال تقييد الوصول إلى المياه بـ"الافتراء".
وقالت الوزارة في بيان نقلته "رويترز": "مرة أخرى تنشر هيومن رايتش ووتس افتراءاتها الدموية من أجل تعزيز دعايتها المناهضة لإسرائيل. هذا التقرير مليء بالأكاذيب المروعة حتى عند مقارنته بمعايير هيومن رايتس ووتش غير الدقيقة فعلاً".
أعمال إبادة جماعية
واتّهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية اليوم الخميس إسرائيل بارتكاب "أعمال إبادة جماعية" في الحرب التي تخوضها ضدّ حركة حماس في غزة بسبب فرضها قيوداً على وصول جزء من سكّان القطاع إلى المياه، مطالبة بفرض عقوبات على الدولة العبرية.
وفي تقرير جديد ركّز على المياه، قالت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقرّاً لها إنّ "السلطات الإسرائيلية فرضت عمداً على السكان الفلسطينيين في غزة ظروفاً معيشية مصمّمة لتدمير جزء من السكّان، وذلك من خلال تعمّد حرمان المدنيين الفلسطينيين هناك من الوصول إلى المياه بشكل كاف".
حرمان متعمد من المياه
ورفضت إسرائيل بشكل قاطع تهماً مماثلة سبق لمنظمات حقوقية أن وجّهتها إليها، مؤكدة أنّ إجراءاتها في غزة هي عمليات عسكرية مشروعة.
وتطرّق تقرير "هيومن رايتس ووتش" بالتفصيل إلى ما وصفته المنظمة "حرماناً متعمداً من المياه الآمنة للشرب والصرف الصحي اللازمة للحدّ الأدنى من بقاء الإنسان على قيد الحياة".
كما أوقفت إسرائيل، وفق التقرير، "ضخّ المياه إلى غزة وقيّدت وعطّلت معظم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في غزة بقطع الكهرباء وتقييد الوقود. ومواد معالجة المياه وأصابتها بأضرار ومنعت دخول إمدادات المياه الأساسية".
وبحسب التقرير فإن السلطات الإسرائيلية "خلقت عمداً ظروفاً معيشية مصمّمة لإلحاق التدمير المادي بالفلسطينيين في غزة كلياً أو جزئياً".
وخلص التقرير إلى أنّ هذه الأفعال تشكّل جريمة حرب متمثلة بـ"الإبادة" وبـ"أفعال إبادة جماعية". لكنّ "هيومن رايتس ووتش" لم تؤكد بصورة قاطعة أنّ إسرائيل ارتكبت "إبادة جماعية". حسب وكالة "فرانس برس".
وجود قصد للإبادة الجماعية
ووفقاً للقانون الدولي، يتطلّب إثبات الإبادة الجماعية وجود أدلة على نيّة محدّدة، وهو أمر يصعب إثباته بحسب خبراء.
لكنّ المنظمة الحقوقية أشارت إلى "وجود قصد للإبادة الجماعية، إلى جانب التصريحات التي تشير إلى أن بعض المسؤولين الإسرائيليين رغبوا في تدمير الفلسطينيين في غزة، ومن ثم فإنّ هذه السياسة قد ترقى إلى مستوى جريمة الإبادة الجماعية".
واندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأسفر الهجوم عن مقتل 1208 أشخاص غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لـ"وكالة فرانس برس" استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وتشمل هذه الحصيلة مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا في الأسر.