أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها البالغ إزاء تقارير عن غارات جوية استهدفت مركز احتجاز للمهاجرين في محافظة صعدة اليمنية، فيما نفت منظمة الهجرة الدولية مزاعم ميليشيا الحوثيين أن المركز يخضع لإشرافها.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، "نشعر بالحزن إزاء الخسائر المأساوية في الأرواح، حيث يُعتقد أن العديد من المهاجرين قد لقوا حتفهم أو وجُرحوا".
وأعلنت الوسائل الإعلامية التابعة للحوثيين في اليمن، الاثنين، عن استهداف القوات الأمريكية مبنى السجن الاحتياطي في محافظة صعدة؛ ما أسفر عن وقوع عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
وأشار دوجاريك، إلى أنه "وفقًا للمعلومات الأولية، قُتل 68 مهاجرًا وأصيب 48 آخرون"، لافتًا إلى أن "هذه الأرقام قد ترتفع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ، التي يقودها المستجيبون في الخطوط الأمامية".
فتح تحقيق
بدوره قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ: "أشعر بقلق بالغ إزاء الغارة الجوية التي استهدفت مركز احتجاز في صعدة، التي أفادت التقارير بأنها أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا من بين المهاجرين المحتجزين".
وأضاف في بيان على منصة "إكس"، "أضع في الاعتبار التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة، التي تفيد بفتح تحقيق في الحادثة".
ودعا جميع الأطراف إلى "اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وضمان المساءلة عن كل خسارة في أرواح المدنيين"، حاثًّا "كافة الأطراف على إعطاء الأولوية لخفض التصعيد وضبط النفس والتركيز على الجهود الرامية إلى التوصل إلى مستقبل تفاوضي وسلمي لليمن".
وكانت وزارة الداخلية في حكومة ميليشيا الحوثيين غير المعترف بها دوليًّا، ذكرت أن "مركز الإيواء (المُستهدف) يخضع لإشراف منظمة الهجرة الدولية ومنظمة الصليب الأحمر".
في حين نفت المنظمة الدولية للهجرة تلك الادعاءات، وأكدت في بيان أنها "لم تكن تعمل في هذا المرفق"، مُشيرةً إلى أنها مع ذلك "مُلتزمة بمراقبة الوضع عن كثب، والبقاء على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم عند الحاجة".
وكانت السلطة المحلية التابعة لميليشيا الحوثيين في محافظة صعدة، عقدت يوم الثلاثاء في موقع مركز الإيواء المُستهدف، مؤتمرًا صحفيًّا، شارك فيه بحسب وكالة "سبأ" في نسختها الصادرة عن الميليشيا، اللجنة الوطنية للاجئين ووزارة العدل وحقوق الإنسان في الحكومة الانقلابية، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني والجاليات الأفريقية.
وقالت السلطة المحلية في كلمة لها خلال المؤتمر الصحفي، إن "استهداف مركز الإيواء، أودى بحياة نحو 65 شخصًا من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، وإصابة نحو 68 آخرين".
أرقام متضاربة
ولاحظ الصحفي اليمني فارس الحميري، وجود حالة من الارتباك برزت بشكل واضح لدى ميليشيا الحوثيين في تغطيتهم الإعلامية لاستهداف مركز اعتقال المهاجرين الأفارقة، مشيرًا إلى أن "تغطية وسائل إعلام ميلشيا الحوثي لجريمة مركز اعتقال المهاجرين الأفارقة في محافظة صعدة، كانت مرتبكة على غير العادة، حيث نشرت أرقامًا متضاربة وتصريحات غير صحيحة".
واستعرض الحميري، في تدوينة أوردها عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس"، جانبًا من الأخبار غير الصحيحة والأرقام المتضاربة التي وردت على وسيلة إعلامية حوثية واحدة فقط، وفق تعبيره.
